في الوقت الذي تأتي فيه التكنولوجيا مع العديد من الابتكارات الإيجابية، إلا أنه يمكن استخدامها بشكل سلبي من قِبل المنظمات الإرهابية لنشر رسائل دعائية بسهولة أكبر، ورغم أنّ شبكة الإنترنت جلبت تغييراً إيجابياً يساعد على ربط العالم، إلا أنها لم تخلُ من سلبيات ، ويمكن القول إنّ أحد أهم الجوانب السلبية هو استخدام المنظمات الإرهابية للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة لتجنيد الإرهابيين.
كشفت العديد من الدراسات أنه مع وسائل التواصل الاجتماعي تستغلُّ الجماعاتُ الإرهابية الألعاب الإلكترونية أيضًا لتجنيد الأتباع، ولاسيَّما الأطفال والمراهقين، فهي أكثرُ تعقيدًا، وأقلُّ تعقُّبًا من قِبَل الجهات الأمنية، وتُظهر الدراسات الحديثة أن واحدًا من كلِّ عشرة أطفال يُدمن هذه الألعاب، ويتأثَّر بها؛ ما يمكن أن يُحدثَ فيه نوازعَ عنيفة، تحوِّله إلى شخص عُدواني مبغض للمجتمع، وتاريخُ الألعاب الإلكترونية حافل بالعنف.
ويرى باحثون في الشؤون الدولية إن التنظيماتُ المتطرفة وظفت وسائلَ التقنية الحديثة لتحقيق مآربها التخريبية، وأهدافها الإرهابية، وإن الإرهابيين ينظرون إلى الإنترنت بتِقاناته المختلفة ومواقعه وصفحات التواصل الاجتماعي فيه، بوصفه وسيلةً مهمَّة وميسَّرة لممارسة نشاطاتهم المتطرفة غير المشروعة، ولاستهداف بعض المواقع الإلكترونية والأنظمة الحاسوبية للجهات المعادية لهم، لتحقيق مآربهم وأهدافهم.
وأضافوا أن العالم المعاصر يشهد تحولات متسارعة يتصدرها ملف الإرهاب، والتطرف والتكفير، والهيمنة السياسية، ويبدو أن للثورة الرقمية أثرها البالغ في هذا التطور والتحول الحاصل، مؤكدة أن الفضاء الإلكتروني وحسابات التواصل الاجتماعي التي توظفها وتستغلها التنظيمات الإرهابية التكفيرية، بـ"بؤرة الإرهاب"، والتي يشرف عليها المتطرفون لبث ونشر ثقافة الكراهية والتدمير والعنف، كما أن الجماعات الإرهابية تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لتسهيل التحويلات المالية فيما بينها، بجانب الحصول على التبرعات المالية.
وأشاروا إلى أن هناك عدة استخدامات لمواقع التواصل وعدة طرق للإرهابيين للقيام بذلك على سبيل المثال، يمكنهم استخدام الإنترنت لنشر التضليل، وتقديم تهديدات تهدف إلى تأجيج الخوف والعجز، ونشر صور مروّعة للأعمال الإرهابية من هذا النوع لتنفيذ مخططاتهم في الدول التي تتواجد فيه تلك الجماعات المتطرفة.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق