على امتداد عقد من الزمن لم تنجح حركة النهضة الإخوانية فى تونس سوى في إشعال الحرائق السياسية وافتعال الأزمات الداخلية ونشر الإرهاب ورفع معدلات البطالة والفقر من أجل صرف أنظار الشعب التونسي عن الفشل الحكومي الذي رافق حكمها وانتهى بإفلاس البلاد اقتصادياً وتدهور الأوضاع الاجتماعية .
ومنذ وصولها إلى السلطة تبنت حركة النهضة خطاباً عنيفاً وغير متزن يقوم على التكفير وتقسيم التونسيين ووسم خصومها بأبشع النعوت ، وقد استعملت في ذلك آلاف الصفحات على فيسبوك وسعت قياداتها إلى تعيين المقرّبين منهم في كلّ المناصب وتوزيع الهبات والعطايا والرخص على حساب مئات الآلاف من المفقرين والمعطلين والفئات الهشة التي شاركت أغلبها في الثورة .
ويرى مراقبون أن ما وصلت إليه الحركة من تأزم وتحفظات على أدائها سواء من داخل صفوف قياداتها أو من خارجها هو نتيجة حتمية لخياراتها طيلة الأعوام الماضية، فقد ارتكبت عدّة أخطاء استراتيجية وفي مقدمتها قرارات المؤتمر العاشر الذي أقر فصل الديني عن الدعوي وأفقدها الكثير من قواعدها الشعبية .
وقد تبنت حركة النهضة استراتيجية دائمة من الحوار والتفاوض وعقد التحالفات السياسية مع الفرقاء السياسيين من أجل الخروج من الأزمات السياسية وضمان الانتقال الديمقراطي غير أن جميع تحالفاتها انتهت بتشتت حلفائها مثل تحالفات "النهضة" مع حزب نداء تونس وهو من الأطراف التي كانت تلاحقها اتهامات بالفساد أو بالاستفادة من النظام السابق .
ويرى محللون تونسيون أن حركة النهضة الإخوانية أصرت على ارتكاب الأخطاء بعد عودة نشاطها من السرية إلى العلن عقب ثورة 2011 ولم تستطع بناء علاقة صحية مع شعبها خصوصاً بعد أن فشلت في أخونة المجتمع وفي كسب ثقته وخاصّةً في حكم البلاد ، فقد أخفقت مراراً في الحفاظ على حكوماتها التي سقطت واحدة تلو الأخرى إمّا بمطالب شعبية وإما لاختلافات سياسية .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق