كما هو الحال فى كل بلدان المنطقة ما أن وصلت جماعة الإخوان إلى البلاد حتى مهدت التربة لكل التيارات والجماعات الأشد تطرفا وعنفا ولا يمكن النظر للأزمة الحالية فى السودان دون النظر إلى تأثير الجماعة التى تمتلك قوة ماكرة ونفوذ قوى داخل المجتمع السودانى .
محاولات جماعة الإخوان الإرهابية لا تنتهى فى سبيل الوصول إلى السلطة ولو على أشلاء الشعوب فقد شاهدنا تأثيرهم فى سوريا واليمن وليبيا وغيرها من البلاد العربية التى تحاول جاهدة أن تحكمها أو تدمرها بحروب أهلية عملا بالقول الذى وجهوه للمصريين من أعلى منصة رابعة «يا نحكمكم يا نقتلكم» ، وهذا هو الوضع فى السودان الآن حيث تحاول الجماعة بكل ما تمتلك من قوة مادية وإعلامية وعسكرية إطالة مدى الحرب فى السودان بين الأطراف المتنازعة وعرقلة أى فكرة للوصول إلى طاولة التفاوض .
ورغم تعقيدات المشهد السودانى تحاول الجماعة إقتحام المشهد من خلال تصوير أنفسهم أنّهم القوة الوحيدة أو الأكثر حماسًا لدعم الجيش فى هذه الحرب ، وبحسب صحيفة الشرق الأوسط فإن الحركة الإسلامية السودانية حركة سياسية بامتياز وليست دعوية بالمعنى المتعارف عليه فقد برعت فى اللعب على التناقضات .
ونجحت جماعة الإخوان دائمًا من خلال سياسة الصوت العالى فى تصوير نفسها بحجم أكبر من حجمها الحقيقى فى الشارع السوداني وداخل مؤسسات الدولة بما فى ذلك الجيش وتحاول بالتعاون مع قوى الإسلام السياسى سكب المزيد من البنزين على النيران المشتعلة بين الجيش وقوات الدعم السريع لتمديد عمر الصراع إلى أقصى درجة ونسف أى سبل للتفاهمات السياسية من شأنها أن تعوق مخططات التنظيم .
وتعمل الجماعة على الأرض من خلال منصاتها الإلكترونية وعدد كبير من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى حيث تحاول بمسمّياتها المختلفة متوحدة أو مبعثرة العودة إلى الساحة السياسية بأسرع ما يمكن وتبدى دعمها للجيش السودانى بقيادة عبدالفتاح البرهان رغم أنه لا يرغب فى أى تقارب من الجماعة قد يضر بتحالفاته داخلياً وخارجياً .
الإخوان يحاولون تأجيج الصراع وتفكيك المؤسسة العسكرية بإحداث انقسامات جذرية داخل الجيش وتيارات الإسلام السياسى تحاول فى الوقت الراهن تحويل الصراع بين قوتين إلى صراع أيديولوجى عميق وهو ما يعقد أزمة السودان.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق