نظمت إيران مسيرات تحت رعاية الدولة اليوم الجمعة الرابع من نوفمبر بمناسبة ذكرى الاستيلاء على السفارة الأميركية في طهران عام 1979 في وقت تحاول المؤسسة الدينية التي تحكم الجمهورية منذ ذلك الحين إخماد احتجاجات تجتاح جميع أنحاء البلاد وتدعو إلى إسقاطها .
وأظهرت صور بثها التلفزيون الرسمي تظاهرات مناهضة للولايات المتحدة شارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء البلاد في "اليوم الوطني لمحاربة الغطرسة العالمية". ورددت الحشود هتاف "الموت لأميركا"، ووصفت العدو اللدود لإيران بأنه مظهر من مظاهر الشيطان وحمل تلاميذ المدارس لافتات مؤيدة لاقتحام السفارة ولوحوا بالأعلام الإيرانية .
وتمثل التظاهرات المؤيدة للمؤسسة الدينية تعارضاً صارخاً مع موجة الاحتجاجات التي اجتاحت إيران منذ وفاة المرأة الكردية مهسا أميني 22 عاماً في أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها في 16 سبتمبر بعد اعتقالها لارتدائها ملابس غير لائقة .
وحثت السلطات الإيرانية الجمعة قوات الأمن على القضاء بسرعة على الاحتجاجات المناهضة للحكومة ، وتعد الاحتجاجات واحدة من أكبر التحديات التي تواجه القيادة التي كرستها الثورة عام 1979 إذ تغلب عديد من الشباب الإيراني على الخوف الذي خنق المعارضة منذ ذلك الحين .
وشهدت زاهدان أحد أكثر الأيام دموية في موجة الاحتجاجات ، وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن قتلت 66 شخصاً على الأقل في حملة أمنية هناك في 30 سبتمبر وأقالت السلطات في زاهدان قائد الشرطة وقائد مركز للشرطة بعد تلك الواقعة .
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع للتواصل الاجتماعي حشداً يضم مئات تجمعوا الخميس في ساحة بوسط مدينة كرج في تأبين حديث نجفي التي قتلت برصاص قوات الأمن وفقاً لما قالته أختها وتقارير نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وأظهر فيديو نشر على الإنترنت المحتجين في كرج وهم يمزقون ويحرقون عباءة رجال الدين .
ووجه 40 محامياً إيرانياً بارزاً في مجال حقوق الإنسان الانتقاد علناً لحكام البلاد من رجال الدين وعبروا عن اعتقادهم بأن حملات القمع التي سحقت المعارضة من قبل على مدى عقود لم تعد تفلح وأن المحتجين المطالبين بنظام سياسي جديد سينتصرون.
وفي السنوات الماضية ركزت الاحتجاجات الكبرى التي تم قمعها بعنف على نتائج الانتخابات والصعوبات الاقتصادية أما الاضطرابات الحالية فتتمحور حول مطلب رئيس واحد وهو سقوط النظام ووسعت إيران حملة الإجراءات الصارمة، ونشرت قوات الأمن لمواجهة الاحتجاجات إضافة إلى اعتقالات واسعة ضمت محامين وأطباء وحتى المغنيين .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق