تسبب الصراع اليمني وانتهاكات جماعة الحوثي المدعومة من إيران في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم وبخلاف فيروس كورونا تشهد اليمن تفشي الأمراض وانتشار المجاعات بعد حرب أهلية مستمرة منذ 8 سنوات .
وفى هذا السياق قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية فى تقرير لها أن الحرب الأهلية في اليمن اندلعت عام 2014 عندما سيطرت ميليشيا الحوثي على العاصمة اليمنية صنعاء وأكبر مدنها مطالبين بخفض أسعار الوقود وتشكيل حكومة جديدة إلا أنهم استولوا على السلطة واقتحموا القصر الرئاسي ونهبوه مما أجبر الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي وحكومته على الرحيل في يناير 2015 .
ومنذ ذلك الحين وفقا للتقرير أثر الصراع بين ميليشيا الحوثي والحكومة اليمنية بشكل كبير على حياة ملايين الأشخاص داخل اليمن حيث انتهكت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران حقوق الإنسان وارتكبت أفظع الجرائم بحق المدنيين وحاصرت القرى والمدن التي رفضت الاستسلام لهم وعلى رأسها محافظة تعز .
وبحسب الصحيفة ومنذ عام 2015 قدرت الأمم المتحدة أن أكثر من 50% من إجمالي 233 ألف حالة وفاة بسبب الحرب الأهلية ماتوا نتيجة نقص الغذاء والخدمات الصحية ، وحتى شهر مارس الماضي وفق الأمم المتحدة لا يزال أكثر من 17 مليون شخص معظمهم من النساء والأطفال في حاجة ماسة إلى المساعدة الغذائية والرعاية الصحية حيث أدت أزمة الغذاء الحادة في اليمن إلى لجوء العائلات لتناول أي شيء للبقاء على قيد الحياة .
ووفقا لـ"لوس انجلوس تايمز" أثرت الأمراض المنتشرة مثل الكوليرا على أكثر من 2.5 مليون شخص في الفترة من عام 2016 إلى ديسمبر 2020 وفي عام 2019 كان للوباء أيضا آثار مدمرة على اليمن ، وكشفت منظمة الصحة العالمية أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 10 آلاف مصاب بالفيروس ولكن يرجح أن الرقم أعلى بكثير عن هذا بسبب نقص البيانات .
ومع ذلك فإن الكوليرا ليس هو المشكلة الوحيدة لأن أقل من نصف المرافق الصحية تعمل بشكل صحيح وحتى التي تعمل تفتقر إلى المعدات الطبية الأساسية ، فضلا عن قطع العديد من الدول مساعداتها لليمن وسط الارتفاع الفوضوي لمصابي الفيروس إلى جانب خفض الأمم المتحدة حصصها الغذائية لتشمل أكثر من ثمانية ملايين يمني فقط في أوائل عام 2022 .
ورغم مواجهة اليمن لأزمة إنسانية فوضوية وحادة وسط الحرب الأهلية إلا أنه وبحسب الصحيفة الأميركية شهد أبريل منعطفاً حرجاً للغاية ضمن مسار الحرب الأهلية حيث اتفقت الأطراف المتصارعة على وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وبعد أسبوعين من استمرار فترة الهدنة وقع الحوثيون خطة عمل مع الأمم المتحدة لوقف استخدام الجنود الأطفال.
ومع هذا لم تكتمل الفرحة حيث انتهك الحوثيون الهدنة واستمروا في تجنيد الأطفال ورفضوا فك حصار مدينة تعز والآن يرفضون تمديد الهدنة مرة أخرى ليعود شبح الحرب مجددا ليطارد الشعب اليمني، وسط تخوفات من تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية والتسبب في مأساة كبرى.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق