‏إظهار الرسائل ذات التسميات العلا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات العلا. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 2 نوفمبر 2021

العلا السعودية .. أرض المقابر الملكية والممالك المنسية


أصبحت العلا السعودية منذ افتتاحها في 2019 وجهة سياحية رئيسية تشتهر بالمقابر الملكية لمدائن صالح التي حفرها في الصخور منذ 2000 عام الأنباط الذين بنوا مدينة البتراء في الأردن قبل ظهور الإسلام .

ووسط جبال العلا وصحرائها القاحلة في شمال غرب السعودية يعمل فريق من خبراء الآثار الفرنسيين والسعوديين على استخراج آثار مملكتي دادان ولحيان القديمتين اللتين طواهما النسيان منذ أمد بعيد .

وقال جيروم رومر الباحث لدى المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي إن أعمال الحفر اقتصرت فيما سبق على منطقة المحمية الرئيسية ، وأضاف "نود فقط تكوين فكرة شاملة عن التسلسل التاريخي للموقع وخريطته وثقافته المادية واقتصاده"، وتابع "هو مشروع شامل نحاول فيه في الأساس الإجابة عن كل هذه الأسئلة" .

ويركز خبراء الآثار الآن على الحفر في خمسة مواقع قريبة مرتبطة بالحضارتين الدادانية واللحيانية اللتين كانت تمثلان قوى إقليمية مهمة ازدهرت قبل 2000 عام ويأمل الفريق معرفة المزيد عن طقوس العبادة والحياة الاجتماعية والاقتصاد في المملكتين .

ومملكة دادان مذكورة في العهد القديم أما مملكة لحيان فقد كانت من أكبر الممالك في زمانها وامتدت من يثرب في الجنوب إلى العقبة في الشمال في الأردن حاليا وفقا لما تقوله الهيئة الملكية القائمة على المشروع وظلت المملكتان قائمتين على مدار قرابة 900 عام حتى العام 100 في التقوي الميلادي وكانتا تسيطران على طرق التجارة الحيوية لكن المعلومات عنهما شحيحة لا تذكر .

وقد اكتسبت العلا مكانة بارزة في مسعى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإحداث تغيير كبير في شكل الاقتصاد والمجتمع السعوديين حيث تعول المملكة على السياحة في إطار محاولاتها للانفتاح على العالم وتنويع مواردها الاقتصادية بدلا من الاعتماد على النفط ، ويمثل مشروع تطوير العلا خطوة ترمي لصيانة المواقع التراثية لما قبل ظهور الإسلام من أجل جذب السياح غير المسلمين وتعزيز الهوية الوطنية .




السبت، 27 فبراير 2021

المصالحة الخليجية حبر على ورق

حتى الآن لم تتقدم المصالحة الخليجية خطوات أكثر من فتح الحدود والأجواء على نحو يشبه السلام البارد بين الطرفين ، وفى واقع الأمر أن المصالحة لم تتطرق لحل أسباب الانقسام بين دول الخليج مما يشير إلى احتمالية نشوب خلافات في المستقبل القريب .


هناك حسابات عدة دفعت إلى المصالحة الخليجية بقرار سياسي مسبق وليس لتوفر شروطها أو استيفاء أسبابها وهناك عوامل ضاغطة على صناع القرار بدول الخليج دفعت لإنهاء الأزمة وتغليب المصالحة .

والأهم أن ذلك التوافق الهش من غير المرجح أن يصبح خطوة على طريق عودة مجلس التعاون الخليجي إلى فاعليته التقليدية ، فرغم حاجة الدول الأعضاء في المجلس إلى استعادة مظهر الوحدة فإن هذه الوحدة الظاهرية لن تفلح طويلا في ظل انعدام الثقة بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجى مما قد يعيد تسخين الأزمة .

ومن بين دول الحصار الأربع تبدو السعودية هي الأكثر حماسا لإعادة العلاقات مع قطر التى ترتبط مصالحها بالتقرب الى الرئيس الجديد للبيت الأبيض حتى لوكان ذلك عبر شن حملات اعلامية تستهدف فى الأساس ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان .

لكن مباركة قطر لجهود المصالحة ومدى التزامها ببنود اتفاق العلا إنعكس سريعا على نبرة خطابها الرسمي والإعلامي الذي بدأ يتبنى نبرة هجومية مع الرياض عبر قناة الجزيرة وغيرها من المنصات الإعلامية الإخوانية التى تدار من الدوحة .

ورغم توقيع أمير قطر على وثيقة قمة العلا فى 5 يناير الماضى والتى كان من بنودها عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول وعدم المساس بسياستها بل والتعاون سويًا فيما يهدد الأمن الوطنى أو الإقليمى والوقوف جنبًا إلى جنب لمكافحة الإرهاب والتنظيمات التابعة لها إلا أنه لم ينفذ بنودها على أرض الواقع .

وذكر تقرير لمؤسسة" ماعت" أن قطر مازالت تأوى عددًا من القيادات والعناصر الإخوانية ، كما أنها مازالت تسمح لهم بالظهور على وسائل الإعلام التابعة لها وعلى رأسهم قناة الجزيرة، ليس هذا فقط بل إنها مازالت تستخدم وسائلها الإعلامية في مهاجمة الدول العربية .

ويتساءل التقرير لماذا وافقت قطر على بنود قمة العلا ووقعت على الوثيقة الخاصة بها طالما ترفض أن تضع أية دولة شروط أو قيود عليها؟ ولماذا لم تلتزم بها؟

الأمر لن يستغرق أكثر من بعض الوقت طال أو قصر قبل أن تدرك دول المقاطعة ان المصالحة الخليجية مع قطر ليست إلا شكل من أشكال السلام البارد والمؤقت .
جميع الحقوق محفوظة © اصدقاء الدمام
تصميم : يعقوب رضا