حتى الآن لم تتقدم المصالحة الخليجية خطوات أكثر من فتح الحدود والأجواء على نحو يشبه السلام البارد بين الطرفين ، وفى واقع الأمر أن المصالحة لم تتطرق لحل أسباب الانقسام بين دول الخليج مما يشير إلى احتمالية نشوب خلافات في المستقبل القريب .
هناك حسابات عدة دفعت إلى المصالحة الخليجية بقرار سياسي مسبق وليس لتوفر شروطها أو استيفاء أسبابها وهناك عوامل ضاغطة على صناع القرار بدول الخليج دفعت لإنهاء الأزمة وتغليب المصالحة .
والأهم أن ذلك التوافق الهش من غير المرجح أن يصبح خطوة على طريق عودة مجلس التعاون الخليجي إلى فاعليته التقليدية ، فرغم حاجة الدول الأعضاء في المجلس إلى استعادة مظهر الوحدة فإن هذه الوحدة الظاهرية لن تفلح طويلا في ظل انعدام الثقة بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجى مما قد يعيد تسخين الأزمة .
ومن بين دول الحصار الأربع تبدو السعودية هي الأكثر حماسا لإعادة العلاقات مع قطر التى ترتبط مصالحها بالتقرب الى الرئيس الجديد للبيت الأبيض حتى لوكان ذلك عبر شن حملات اعلامية تستهدف فى الأساس ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان .
لكن مباركة قطر لجهود المصالحة ومدى التزامها ببنود اتفاق العلا إنعكس سريعا على نبرة خطابها الرسمي والإعلامي الذي بدأ يتبنى نبرة هجومية مع الرياض عبر قناة الجزيرة وغيرها من المنصات الإعلامية الإخوانية التى تدار من الدوحة .
ورغم توقيع أمير قطر على وثيقة قمة العلا فى 5 يناير الماضى والتى كان من بنودها عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول وعدم المساس بسياستها بل والتعاون سويًا فيما يهدد الأمن الوطنى أو الإقليمى والوقوف جنبًا إلى جنب لمكافحة الإرهاب والتنظيمات التابعة لها إلا أنه لم ينفذ بنودها على أرض الواقع .
وذكر تقرير لمؤسسة" ماعت" أن قطر مازالت تأوى عددًا من القيادات والعناصر الإخوانية ، كما أنها مازالت تسمح لهم بالظهور على وسائل الإعلام التابعة لها وعلى رأسهم قناة الجزيرة، ليس هذا فقط بل إنها مازالت تستخدم وسائلها الإعلامية في مهاجمة الدول العربية .
ويتساءل التقرير لماذا وافقت قطر على بنود قمة العلا ووقعت على الوثيقة الخاصة بها طالما ترفض أن تضع أية دولة شروط أو قيود عليها؟ ولماذا لم تلتزم بها؟
الأمر لن يستغرق أكثر من بعض الوقت طال أو قصر قبل أن تدرك دول المقاطعة ان المصالحة الخليجية مع قطر ليست إلا شكل من أشكال السلام البارد والمؤقت .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق