‏إظهار الرسائل ذات التسميات التطبيع. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات التطبيع. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 10 مارس 2022

حماس والإخوان تغض النظر عن زيارة الرئيس الإسرائيلى لتركيا


عادة ما تشن منابر جماعة الإخوان المسلمين والفصائل التابعة لها هجوما إلكترونيا وإعلاميا ضد المسؤولين فى الدول العربية عقب الإعلان عن زيارات أو مقابلات مع مسئولين اسرائيلين .

ولكن على غير العادة تجاهلت جماعة الإخوان حالياً زيارة الرئيس الإسرائيلي لتركيا ولقاءه بالرئيس التركى أردوغان ولم تصدر أي بيانات رسمية منددة أو منتقدة للزيارة أو لما كانت تصفه بالتطبيع .

ولم نرى أو نسمع أي صوت أخوانى يعلق على الزيارة الإسرائيلية لتركيا ولا من يسب ولا من يتهم أردوغان بخيانة القضية الفلسطينية والتحالف مع عدو المسلمين الأول بل أن بعض المنتمين للجماعة وصفوا موقف الرئيس التركي بـ"المناور" وأنه "يحمل تكتيكاً سياسياً لحفظ مصالح أمته" وهذا ما يؤكد ازدواجية الإخوان ومتاجرتهم بالقضية الفلسطينية لكسب التأييد الشعبي .

وقد كان من المتوقع أن نشهد شرخا أكبر مما شهدناه في الآونة الأخيرة في علاقات حماس والإخوان الداعمين للقضية الفلسطينية مع تركيا لكن يبدو أن الإخوان قد ابتلعوا ألسنتهم هذه المرة فلم نرى ولم نسمع أي صوت يعلق على الزيارة الإسرائيلية لتركيا ولا من يسب ولا من يتهم أردوغان بخيانة القضية الفلسطينية والتحالف مع عدو المسلمين الأول .

أما حركة "حماس" فقد أصدرت بياناً قالت فيه إنها "تتابع بقلق بالغ" زيارات مسؤولي إسرائيل وقادتها "لعدد من الدول العربية والإسلامية" وآخرها "زيارات الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لعددٍ من دول المنطقة" دون أن تذكر اسم تركيا صراحة .

وقال أحد المغردين على تويتر : "حماس تنشر بيان "ناعم" حول زيارة الرئيس الاسرائيلي إلى تركيا بل حتى لم تستطع أن تذكر أسم "تركيا" التي استقبلته بحفاوة ، بينما في بياناتها السابقة ضد الإمارات والبحرين وصفتها بأشد العبارات : طعنة في الظهر وانتكاسة سياسية وسقطة كبرى" .

وهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها وجهان متناقضان للإخوان حيث اعتاد التنظيم في أكثر من مناسبة على توجيه خطاب تحريضي إلى الداخل بهدف نشر الفوضى بينما يحرص على محاولة إظهار نفسه إلى الخارج بوجه آخر سلمي يرفض العنف ويدين الإرهاب .

ولعل الكذب والخداع الذي انتهجته جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية هو أكثر ما أثر على شعبية الجماعة الإرهابية فبعد وصولها إلى سدة الحكم في بعض الدول العربية سرعان ما تبين كذبها ونفاقها وبأنها لا تملك في جعبتها إلا الشعارات الفارغة .









الثلاثاء، 12 يناير 2021

العدالة والتنمية لها الف وجه



مازالت أصداء الاتفاق الذي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذى تم التوصل إليه بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي في النصف الثاني من ديسمبر الماضي تلقي بظلالها على الواقع السياسي المغربي وتحديدًا حزب العدالة والتنمية الذراع السياسى لتنظيم الإخوان المسلمين في المغرب والذي وجد نفسه مضطرا للقبول بالاتفاق الذي وافق عليه الملك بل والسير في إتمام إجراءاته باعتباره الحزب المسؤول عن الحكومة .

وجاء وقوف أعضاء حزب العدالة والتنمية مع الأمين العام للحزب رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني والموافقة على توقعيه التطبيع مع إسرائيل ليطلق الجدل داخل الساحة الإخوانية في المنطقة .

البعض يرى أن توقيع سعد الدين العثماني على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل لم يكن مفاجئاً حتى على المستوى الأيديولوجي ، علماً بأن الخطاب الظاهر يقول إن الإسلاميين هم أعداء إسرائيل ويعتبرونها العدو الأكبر في العالم .

الحقيقة ليست كذلك فالإخوان يتعاملون مع إسرائيل بوجهَين وجه في العلن ووجه في الخفاء وكدليل على ذلك نرى نموذجهم الأكبر أردوغان الذي يبارك العلاقات التجارية مع إسرائيل بل إن منسوب العلاقات التجارية في ارتفاع في عهده بشكل كبير وقطر الداعم الأكبر للإخوان المسلمين لها علاقات متميزة مع إسرائيل طيلة السنوات الأخيرة .

حزب العدالة والتنمية على غرار جل الحركات الدينية والعروبية في المنطقة استفاد انتخابياً من قضية فلسطين دون أن يقدم لها في المقابل دعماً محدداً لا من حيث المساهمة المادية ولا في تطوير مسار السلام فيها ودعم استرجاع حقوق الفلسطينيين .

الإهتمام الأكبر للإسلاميين كان في تبني رؤى الحركات الإسلامية الرافضة لاتفاقات السلام مع إسرائيل للاستفادة من العائد الانتخابي ولم يكن في حسبان الحزب الديني القوي في المغرب أن يوضع تحت اختبار مواقف سياسية تجاه فلسطين لم يضعها يوماً في الحسبان .

موقف إخوان المغرب يتنافى مع موقف جماعة الإخوان التي هاجمت اتفاقات التطبيع العربية الحديثة مع إسرائيل واعتبرته تهاونًا وتخليًا عن الأسس المتفق عليها، فموقف الحزب الذي تلخص في "القضية الوطنية أولًا والقضية الفلسطينية دائما" يعيد فتح ملف الدولة الوطنية وموقعها في فهم الإخوان .

كراهية الدولة الوطنية تمثل أهم مرتكزات المشروع الإخواني فقد تربى أعضاء جماعة الإخوان المسلمين على معاداة الدولة باعتبارها دولة جاهلية ولابد من تغييرها بالوسائل كلها ، كما أن الدولة الوطنية لا تشكل لهم أي أهمية قياسا بتحقيق حلم أستاذية العالم لذلك فهم يسعون إلى ما يعتقدون أنه الشكل الشرعي الوحيد للمجتمع في الإسلام بوصفه خلافة عابرة للحدود ، ويشير ذلك إلى المأزق الذي يمر به إخوان المغرب للدرجة التي جعلتهم يخالفون موقف الجماعة وأحد أسس بنائها .
جميع الحقوق محفوظة © اصدقاء الدمام
تصميم : يعقوب رضا