عادة ما تشن منابر جماعة الإخوان المسلمين والفصائل التابعة لها هجوما إلكترونيا وإعلاميا ضد المسؤولين فى الدول العربية عقب الإعلان عن زيارات أو مقابلات مع مسئولين اسرائيلين .
ولكن على غير العادة تجاهلت جماعة الإخوان حالياً زيارة الرئيس الإسرائيلي لتركيا ولقاءه بالرئيس التركى أردوغان ولم تصدر أي بيانات رسمية منددة أو منتقدة للزيارة أو لما كانت تصفه بالتطبيع .
ولم نرى أو نسمع أي صوت أخوانى يعلق على الزيارة الإسرائيلية لتركيا ولا من يسب ولا من يتهم أردوغان بخيانة القضية الفلسطينية والتحالف مع عدو المسلمين الأول بل أن بعض المنتمين للجماعة وصفوا موقف الرئيس التركي بـ"المناور" وأنه "يحمل تكتيكاً سياسياً لحفظ مصالح أمته" وهذا ما يؤكد ازدواجية الإخوان ومتاجرتهم بالقضية الفلسطينية لكسب التأييد الشعبي .
وقد كان من المتوقع أن نشهد شرخا أكبر مما شهدناه في الآونة الأخيرة في علاقات حماس والإخوان الداعمين للقضية الفلسطينية مع تركيا لكن يبدو أن الإخوان قد ابتلعوا ألسنتهم هذه المرة فلم نرى ولم نسمع أي صوت يعلق على الزيارة الإسرائيلية لتركيا ولا من يسب ولا من يتهم أردوغان بخيانة القضية الفلسطينية والتحالف مع عدو المسلمين الأول .
أما حركة "حماس" فقد أصدرت بياناً قالت فيه إنها "تتابع بقلق بالغ" زيارات مسؤولي إسرائيل وقادتها "لعدد من الدول العربية والإسلامية" وآخرها "زيارات الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لعددٍ من دول المنطقة" دون أن تذكر اسم تركيا صراحة .
وقال أحد المغردين على تويتر : "حماس تنشر بيان "ناعم" حول زيارة الرئيس الاسرائيلي إلى تركيا بل حتى لم تستطع أن تذكر أسم "تركيا" التي استقبلته بحفاوة ، بينما في بياناتها السابقة ضد الإمارات والبحرين وصفتها بأشد العبارات : طعنة في الظهر وانتكاسة سياسية وسقطة كبرى" .
وهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها وجهان متناقضان للإخوان حيث اعتاد التنظيم في أكثر من مناسبة على توجيه خطاب تحريضي إلى الداخل بهدف نشر الفوضى بينما يحرص على محاولة إظهار نفسه إلى الخارج بوجه آخر سلمي يرفض العنف ويدين الإرهاب .
ولعل الكذب والخداع الذي انتهجته جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية هو أكثر ما أثر على شعبية الجماعة الإرهابية فبعد وصولها إلى سدة الحكم في بعض الدول العربية سرعان ما تبين كذبها ونفاقها وبأنها لا تملك في جعبتها إلا الشعارات الفارغة .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق