وفرت الحرب الدائرة باليمن بين ميليشيات الحوثي الإرهابية وبين الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي موطئ قدم للجماعات المتطرفة وبينها تنظيم داعش ، لكن الضربات التي شنها التحالف بقيادة السعودية وكذلك الولايات المتحدة أضعفت هذه الجماعات في الأعوام الأخيرة .
ومع تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في السابع من أبريل الماضي شهدت العاصمة المؤقتة عدن وعدد من المحافظات الجنوبية التابعة للحكومة الشرعية توترات أمنية تخللتها عمليات اغتيال طالت قادة عسكريين وإعلاميين من قبل مجهولين ، فيما تتهم الحكومة الشرعية ميليشيات الحوثي بالوقوف خلفها والتنسيق مع "تنظيم القاعدة" في مسعى إلى خلق حالة من الفوضى داخل المناطق المحررة في اليمن .
وخلال الفترة الماضية كشف تقرير أممي عن خطر ماثل لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وخارجها مشيرا إلى طموح التنظيم لتنفيذ عمليات دولية مؤكدا وجود تعاون قوي بين التنظيم وجماعة الحوثي ، وذكرت رئيسة اللجنة المعنية بداعش والقاعدة بمجلس الأمن الدولي تراين هايمرباك أن التنظيم في الفترة الأخيرة لا يزال يشكل تهديدا مستمرا في اليمن وخارجه ، لافتة إلى أن القاعدة يطمح إلى إحياء القدرة على تنفيذ العمليات دوليا .
وكشف تقرير لمجلس الأمن الدولي أن تنظيم القاعدة يعمل بواسطة لجان من ضمنها لجنة عسكرية يقودها سعد بن عاطف العولقي غير مدرج في القائمة ولجان أمنية وشرعية وطبية وإعلامية ، وأوضح أنه على الرغم من استمرار سريان وقف إطلاق النار مؤخرا فإن تنظيم القاعدة يستغل فعليا النزاع في اليمن مستفيدا من نجاح إستراتيجية الاندماج داخل القبائل المحلية التي تجعله يكسب المؤيدين .
ولفت التقرير إلى أنه من بين المناطق التي يتخذ منها التنظيم معاقل لمقاتليه وقياداته في اليمن محافظات مأرب وأبين إضافة إلى محافظات حضرموت والمهرة والجوف ، وعقب فترة ليست بالقصيرة من تقييد العمليات الإرهابية يعاود "تنظيم القاعدة" نشاطه مجدداً في اليمن منذراً بموجة عنف محتملة في البلد الغارق بالدماء وكونه تنظيماً مسلحاً يتحرك في الفراغات الأمنية ومساحات الصراع .
وكان تنظيم القاعدة الإرهابي قد نشر مقطع فيديو لموظف في الأمم المتحدة مختطف في اليمن منذ أكثر من 6 أشهر ناشد فيه تلبية مطالب الجماعة لإنقاذ حياته بعد أن تم إختطافه مع زملاء آخرين في 11 فبراير الماضي في أبين عندما كانوا في طريقهم إلى عدن المقر المؤقت للحكومة اليمنية بعد استكمال مهمة ميدانية ، وأعلنت المنظمة الأممية في فبراير الماضي أن 5 من موظفيها اختطفوا في جنوب اليمن الذي تمزقه الحرب وتنشط فيه الجماعات المتطرفة بينها جماعة "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" الفرع المحلي لتنظيم القاعدة .
وتبرز أنشطة تنظيمي "القاعدة" و"داعش" في عدد من مناطق اليمن بين حين وآخر في استغلال لحال الشتات والتمزق التي سببتها الحرب الدائرة منذ ثماني سنوات بين الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران والحكومة الشرعية، وخصوصاً في المحافظات التابعة لسيطرة الحكومة الشرعية التي تشهد تباينات حادة داخل فصائلها حول الصلاحيات الأمنية والسياسية بلغت حد الاقتتال في جولات دامية عدة انتهت بسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على مدينة عدن وعدد من المحافظات الأخرى .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق