تدفقت أكثر من ألف امرأة من جميع انحاء تركيا الى الشوارع للمشاركة في مظاهرة حاشدة فى إسطنبول إحتجاجا على الانسحاب من الاتفاقية الأوروبية لحقوق المرأة والمطالبة بالعدول عن قرار الإنسحاب .
المظاهرة التي نظمت في الجانب الآسيوي من إسطنبول وضمت مشاركات من أكثر من 70 محافظة وسط حضور أمني كثيف شهدت دعما من نقابة المحامين بإسطنبول والعديد من الأحزاب المعارضة أبرزها الشعب الجمهوري أكبر الأحزاب المعارضة .
وكانت السلطات التركية قد أعلنت أنها ستنسحب رسميا من الاتفاقية مطلع يوليو المقبل ومع إبداء الحكومة التركية نيتها الانسحاب بدأت المظاهرات النسائية الرافضة لهذا القرار في عدة مدن بالبلاد خلال الفترات الماضية وما زالت مستمرة حتى الآن .
وتحاول نساء تركيات الاعتماد على "اتفاقية إسطنبول" التي جرى إقرارها عام 2014 والتزمت الدول الموقعة بإنشاء إطار عمل لمكافحة العنف ضد المرأة وصادقت تركيا عليها منذ 5 أعوام وأدرجتها في قانون لمنع العنف ضد المرأة وحماية الأسرة .
قال المدافعون عن حقوق المرأة إن الجهود التي بذلوها على مدى عقود لمكافحة العنف الأسري قد ذهبت سدى بالإنسحاب من الإتفاقية مما أدى إلى انعدام الأمن لملايين النساء والأطفال .
وعارضت أبرز أحزاب المعارضة في البلاد القرار وتحركت قضائيًا لوقف تنفيذه ، وحذرت جماعات حقوقية ومحامون وأحزاب معارضة من أن أردوغان قد يتجاوز البرلمان بنفس الطريقة وينسحب من اتفاقيات دولية أخرى .
وكان حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض قد تقدم بطلب إلى مجلس الدولة وهو أعلى محكمة إدارية بالبلاد لإلغاء قرار الانسحاب من اتفاقية إسطنبول بعد خطوة مماثلة قام بها حزب "الخير" المعارض .
ويقول منتقدون إن هذه الخطوة تعرض حياة النساء لخطر أكبر حيث تتعرض نساء على نحو يومي للقتل في تركيا فقد قتلت 300 امرأة على الأقل عام 2020 على يد شركائهن في معظم الحالات كما عثر على 171 جثة لنساء توفين في ظروف مريبة .
ويرى مراقبون أن أردوغان بدا في الآونة الأخيرة أكثر هشاشة من الناحية السياسية إذ رضخ لمطالب المتشددين سواء داخل حزبه المحافظ أو في حزب الرفاة الإسلامي المعارض وذلك بهدف الحصول على دعمهم .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق