تعد ميليشيا الحوثي ذات سجل أسود في ملف اختطاف واعتقال الأجانب منذ اجتياحها العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر من عام 2014 حتى تحولت لسجن كبير ليس فقط لليمنيين وإنما للأجانب أيضا يمارس فيها أبشع أنواع التعذيب حيث تمتلك الميليشيات أكثر من 200 معتقل بها الآلاف من المعتقلين الأجانب واليمنيين .
ويرى مراقبون أن الحوثي ستستغل ورقة المعتقلين الأجانب للضغط على المجتمع الدولي من أجل تلبية مطالبهم وذلك بعد إعلان وزارة الخارجية البريطانية عن الإفراج عن عدد من معتقل بريطاني يدعى لوك سيمونز الذي احتجز بشكل غير قانوني دون تهمة أو محاكمة منذ عام 2017 في اليمن من قِبل الحوثيين .
وكان سيمونز قد اعتقل من قِبل الحوثيين منذ 5 سنوات بتهمة التجسس لصالح بريطانيا ولم توجه له أي تهم خلال سنوات اعتقاله وتعرض لشتى أنواع التعذيب حتى أنه تم كسر ذراعه خلال أحد الاستجوابات مما أثر على صحته العقلية والجسدية التي تدهورت في حبسه الانفرادي وفقا لعائلته .
وأكد مراقبون أن استغلال الحوثي للمعتقلين الأجانب يأتي بعد الغضب الدولي الكبير من ممارسات الميليشيا الإرهابية وخرقها لأي هدنة .
ووفقا لمصادر مطلعة فإن الاعتداءات الحوثية والتعذيب يتضمن الكثير من الأساليب منها تهديد المعتقلين بأسرهم مع التعذيب الجسدي من خلال الضرب والصعق بالكهرباء الأمر الذي يؤدي إلى عاهات مستديمة مع آثار صحية مدمرة وكذلك وفاة عشرات المخطوفين بسبب التعذيب بالضرب على الرأس وبالحروق .
وفى فبراير الماضي اختطف مسلحون مجهولون في المدخل الغربي لمديرية مودية بمحافظة أبين خمسة من موظفي الأمم المتحدة في اليمن واقتادوهم إلى جهة مجهولة وكان من بين المختطفين مدير مكتب الأمم المتحدة للأمن والسلامة في عدن .
وقالت مصادر قبلية مطلعة إن الخاطفين مجموعة من المسلحين القبليين بينهم عناصر من تنظيم القاعدة يطالبون بفدية مالية تبلغ مليون ريال سعودي وبالإفراج عن عدد من المعتقلين بتهم الانتماء لجماعات إرهابية في سجون القوات الأمنية بالعاصمة المؤقتة عدن .
وقد بدأت عمليات خطف الأجانب في اليمن منذ ثلاثة عقود حين اختطف القيادي الحوثي مبارك الزائدي أحد أعضاء البعثة الدبلوماسية الأمريكية في اليمن لتصبح لاحقاً هذه العمليات طريقة لإخضاع السلطات ومقايضتها أو مصدراً للابتزاز المالي .
وشهدت اليمن المئات من عمليات اختطاف الأجانب شمالاً وجنوباً وتوزع تنفيذها بين ميليشيات الحوثيين وتنظيم القاعدة ومسلحين قبليين ، فيما تم تحرير غالبية المختطفين بعمليات مقايضة .