قطر التي كانت تحتفل منذ شهر بتصنيفها كحليف رئيسي للولايات المتحدة خارج حلف الناتو بدأت تدرك اليوم حجم الكارثة التي ورطت نفسها بها فهي من ستدفع فاتورة الحرب الروسية الأوكرانية بالكامل .
ويرى المراقبون أن قطر لم يتم تصنيفها كحليف رئيسي خارج الناتو لمجرد تعهدها بتعويض النقص بإمدادات الطاقة للقارة الأوروبية بل كانت لديها مسؤوليات دفع فاتورة الحرب كاملة والدوحة كانت تأمل أن يتم دفع تلك الفاتورة من عائداتها التي ستجنيها في حال تمكنت من السيطرة على سوق الطاقة الأوروبي كما أوهمتها الولايات المتحدة .
ولهذا السبب عمدت قطر على تغذية الساحة بالإخوان المسلمين ودفعتهم للقتال إلى جانب أوكرانيا بزعهما أن روسيا عدو المسلمين، ويجب الاقتصاص منها .
إن قطر التي أقنعت الشيخ الإخواني يوسف القرضاوي بإصدار فتوى لدعم القوات الأمريكية في العراق، نصت على جواز مشاركة المسلمين الأمريكان في القتال مع الجيش الأمريكي الذي جاء غازيا أرض الرافدين لن يصعب عليها تأمين الفتاوى التي بدأت مع بداية الحرب الأوكرانية .
كما كان من السهل على نظام الدوحة حشد الإخوان المسلمين في أوكرانيا لمواجهة روسيا بسبب العداء الذي تكنه الجماعة لروسيا التي أعلنت أن الإخوان جماعة إرهابية إذ تعتبر موسكو أن الإخوان هم مفرخة تنظيم القاعدة الذي لطالما كان عدوا للروس .
كما حاول الإخوان تأجيج الخلاف بين تتار القرم والدب الروسي الذي فرض سيطرته على جزيرة القرم عام 2014 لتفادي تصاعد النفوذ الروسي في المنطقة .
وتسعى جماعة الإخوان إلى توطيد علاقتها مع النظام الأوكراني والمواقف الإخوانية ليست في واقعها لدعم الدولة الأوكرانية بل خوفا من السطوة الروسية في الأساس ، وكل ذلك سهل على قطر إقناع عددا لا بأس فيه من مقاتلي الجماعات الإرهابية المتطرفة بالانخراط بالحرب الروسية الأوكرانية .
وأكد محللون أن قطر كانت تأمل بجني أرباح هائلة من الحرب حيث وعدت المرتزقة بمبالغ مالية ضخمة ومرتب شهري لعوائلهم لقاء مشاركتهم بالحرب ووقوفهم ضد روسيا.
لكن الرياح لم تسير كما تشتهي السفن القطرية وبدأت القوات الأوكرانية بالتقهقهر والانهزام ، إضافة لعدم تمكن قطر من الدخول إلى سوق الطاقة الأوروبية الأمر الذي أثبت للنظام القطري حجم الكارثة التي حلت به وهو المسؤول الأول عن دفع فاتورة الحرب من خزينته الخاصة هذه المرة وليس من الأرباح التي كان يعتقد أنه سيحصل عليها بعد الحرب.