أصدر المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية تقريرا حول العلاقة بين الإخوان المسلمين والتيار السلفي والمحددات التي تحكمها وهل هي علاقة صداقة أم عداء .
وأوضح التقرير الذى جاء تحت عنوان "توظيف متبادل : حدود وطبيعة العلاقات بين الإخوان والتيار السلفي" أن العلاقة بين الإخوان والتيار السلفي تعود إلى حقبة مؤسس الجماعة حسن البنا ثم تأرجحت منذ حقبة البنا وحتى اليوم بين التحالف والتعاون في بعض الفترات والصراع والتنافس في فترات أخرى .
ومنذ ذلك الحين نشأ تحالف براجماتي بين الإخوان والسلفيين على قاعدة المشروع الإسلامي المزعوم لكليهما حيث استغل الإخوان تمحور رؤية السلفين ومساعيهم حول فكرة تطبيق الشريعة الإسلامية من أجل الاستفادة من قدراتهم البشرية وقواعدهم الاجتماعية الواسعة التي كونوها خلال سنوات .
وقد كان المحدد الحاكم لطبيعة هذه العلاقات وفقا للتقرير هو السياق السياسي والمصالح الحاكمة لكل تنظيم لكن الإخوان حاولوا دائما الحفاظ على نقاط تماس مع السلفيين واستغلال حضورهم ذي الطابع الدعوي القوي في الشارع بما يخدم المشروع السياسي للإخوان .
وتتمثل براجماتية الإخوان فى تبني خطاب خارجي يتبرأ فيه الإخوان من نهج السلفيين وغلوهم وتطرفهم ويحاول إظهار أن الإخوان هم التيار الأكثر اعتدالا في فضاء الحركات الإسلامية سعيا إلى كسب دعم الدول الغربية .
وقال التقرير أن الإخوان والسلفيون يلتقيان بفكرة المشروع الإسلامي المزعوم لكليهما إضافة إلى أفكارهما النظرية التي تدعو إلى السعي لإقامة مشروعهم الإسلامي المتخيل وتطبيق الشريعة وإزاحة رداء الجاهلية عن المجتمعات وفق مزاعمهم وذلك من خلال عصبة مؤمنة يعبر عنها أعضاء كل تنظيم من هذه التنظيمات وتوظيف الدين كأداة لتمرير هذه المشروعات .
كما يغلب على التيارات الإسلامية بشكل عام القراءة الانتقائية للنصوص الدينية فضلا عن أن هذه القراءة تكون محكومة بالأطر الأيديولوجية والتوجهات السياسية لهذه التيارات بغض النظر عن أي أطر أو محددات علمية أو أدبية .
لكن الاختلاف بينهما يظهر في طريقة تعاطي كل من التيارين مع أهدافه المعلنة وكيفية تطبيقها على الواقع إذ يغلب على التيار السلفي الجمود والتشدد خصوصا في المسائل الاعتقادية والشرعية التي يتمحور حولها الاهتمام السلفي ، في مقابل ديناميكية وبراجماتية في التعامل الإخواني مع الشريعة ونصوصها إذ يتم تطويع الشريعة بما يخدم المشروع السياسي للإخوان .
واختتم التقرير إن العلاقات الإخوانية السلفية هي علاقات يحكمها محددان البراجماتية والتنافسية وهي المحددات التي تجعل هذه العلاقات تشهد تقاربا في بعض الفترات ويغلب عليها التنافر والصراع في أوقات أخرى .
وفي النهاية يظل التياران يدوران في فلك التيارات الإسلاموية التي تتقاطع في منطلقاتها الفكرية التأسيسية وهدفها الاستراتيجي والتي تحاول توظيف الدين كأداة لتمرير مشاريعها الأيديولوجية التي تقوم على جملة من الأفكار المتطرفة وتدفع باتجاه تنامي الظاهرة الإرهابية .