نشرت صحيفة الشرق الأوسط على موقعها الإلكتروني تقريرا يستعرض أراء خبيران شرعيان سعوديان حول طرق جماعة الإخوان المسلمين التي تستخدمها في أدبياتها والتي تحرض على العنف وتوجد له كل الأساليب .
ويرى الشيخ حمد العتيق مدير مكتب الدعوة في حي العزيزية في الرياض وفقا للتقرير أن "للإخوان المسلمين انحرافات عقدية كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر الدعوة للخروج على الحكام في السعودية بطرق عدة ومنها: التكفير بمسألة الحكم بغير ما أنزل الله من غير تفصيل في أصل المسألة ولا في إنزالها على المعينين كما يقرر أهل السنة والجماعة ، وقد ألفوا في ذلك المؤلفات ومن أولها وأشهرها داخل السعودية رسالة علمية في إحدى الجامعات السعودية أشرف عليها أحد رموز الإخوان المسلمين مع أنه غير متخصص في العلوم الشرعية هو محمد قطب وهو شقيق سيد قطب زعيم التيار القطبي الإخواني".
وأضاف العتيق : "من طرق الإخوان المسلمين في الدعوة للخروج على الحكام القول بجواز الخروج على الحاكم ولو لم يكن كافرا كما قال حسن البنا في كتابه (رسالة التعاليم من مجموع الرسائل) حيث قال ومن حقها (أي الحكومة أو الحاكم) - متى أدت واجبها - الولاء والطاعة والمساعدة بالنفس والأموال فإذا قصرت فالنصح والإرشاد ثم الخلع والإبعاد ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
وأضاف العتيق أن «من طرق الإخوان المسلمين في الدعوة للخروج على الحكام: القول بجواز بيعة المرشد أو نائبه، وأهم خصائص البيعة في جماعة الإخوان المسلمين هي أنها بيعة صوفية وبيعة عسكرية، وشعار تلك البيعة هو: أمر وطاعة دون تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج».
الشيخ بندر المحياني، الداعية والباحث الإسلامي، قال إن «من انحرافاتهم في موضوع العنف والجهاد أن جميع النصوص التي تنص على السمع والطاعة لولي الأمر يجعلونها منوطة بالخليفة، وهذا يعد ركيزة أساسية في منهجهم، بأن السمع والطاعة التي أمر الله بها في الكتاب وجاءت في السنة مخصوصة للخليفة، وأحيانا يصرحون بها وأحيانا يلمحون. فبعضهم عندما حصلوا على الحكم في مصر قالوا هذا الخليفة، وعندهم اتفاق أنهم أنفسهم وفي أدبياتهم يخرجون للجهاد عندما يفتي أحد منظريهم أو الخليفة، وأكبر دليل المؤتمر الذي عقد في مصر عندما أعلنوا الجهاد في عهد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي».
ويعود الشيخ العتيق ليستدل بما نص عليه مؤسس الجماعة حسن البنا، إذ يقول البنا في كتابه «رسائل الإمام» في «رسالة التعاليم» تحت عنوان «أركان البيعة»: «و نظام الدعوة - في هذه المرحلة - صوفي بحت من الناحية الروحية، وعسكري بحت من الناحية العملية، وشعار هاتين الناحيتين (أمر وطاعة) من غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج».
ويشرح العتيق ذلك بالقول «المقصود بالبيعة الصوفية أن يكون العضو في تنظيم جماعة الإخوان الضالة كالمريد مع شيخه الصوفي، أي كالميت بين يدي مغسله، كما تنص على ذلك الصوفية؛ وتلك البيعة الصوفية توجب وتفرض عدم الاعتراض على الشيخ وعلى المسؤول ولا تعترض فتنطرد».
ويضيف مدير مكتب الدعوة في حي العزيزية في الرياض أن من وسائلهم في تسهيل الخروج على الحاكم أنهم جعلوا العلاقة بين الراعي والرعية علاقة إجارة أو وكالة من الرعية للراعي، وبنوا على ذلك مشروعية استبداله متى شاءت الرعية لأنه وكيل عنهم أو أجير عندهم ، ويستدل بقول حسن البنا في «رسالة التعاليم»: «وإصلاح الحكومة حتى تكون إسلامية بحق، وبذلك تؤدي مهمتها كخادم للأمة وأجير عندها وعامل على مصلحتها».
وحول سؤاله عن إساءات الإخوان للسعودية في إثارة الفتنة ضد ولاة الأمر، قال العتيق إن منهجهم في هذه الإساءات قائم على ثلاثة أركان، الأول يتمثل في التعامي عن الإيجابيات والحسنات للدولة، أو محاولة سترها عن الناس، وإذا لم يستطيعوا ذلك قالوا إن هذا من واجبات الحكومة ولا منة لها في ذلك.
في حين يتمثل الركن الثاني في تضخيم السلبيات أو اختلاقها، ومحاولة إلصاق كل العيوب التي تصدر من الأفراد بالحكومة، ثم الإيحاء للناس بأن الدولة ليست لها رغبة في الاهتمام بهذه السلبيات فضلا عن إصلاحها. أما ثالثها فيأتي على شكل تزيين للثورات وما يسمى «الربيع العربي»، والتبشير باستيراده، وأنه السبيل الوحيد لإصلاح الحكومات، ومحاولة ستر نتائجه السيئة والوخيمة عن أعين الناس.