نجحت المسيّرات الإيرانية في التأثير بشكل كبير على ديناميكيات الأعمال القتالية وفككت الخطوط الدفاعية لقوات حميدتي، على محاور القتال المختلفة، في الصراع الدائر بين القوات الحكومية وعناصر الدعم السريع.
وتؤكد التقارير الميدانية الأخيرة، أن الجيش السوداني استخدم الطائرات بدون طيار إيرانية الصنع، بشكل مكثّف، في معركة في أم درمان، ما مكّنه من انتزاع مناطق واسعة من قبضة "قوات الدعم السريع"، وقد أسهمت تلك الطائرات بقوة في معركة جسر ود البشير.
وكشفت تقارير سودانية، أن الميليشيات الإخوانية التي تعمل تحت غطاء المقاومة في منطقة العباسية، حصلت في معاركها الأخيرة على دعم جوي من المسيّرات الإيرانية، والتي قدمت دعمها كذلك لعناصر ميليشياوية أصولية متطرفة تتبع تنظيم "أنصار السنة المحمديّ"، ما مكّنها من التقدم ميدانيًا.
وفي هذا الصدد، يقول الخبير العسكري السوداني خالد عبيد الله: إنّه بعد مرور عام على الحرب الأهلية في السودان، ساعدت الطائرات المسلحة بدون طيار إيرانية الصنع على تحويل دفّة الصراع، و وقف تقدم قوات الدعم السريع، واستعادة مساحات واسعة من الأراضي حول العاصمة الخرطوم.
وأضاف أن تورّط إيران في السودان، هو جزءٌ من استراتيجيتها الأوسع، لمد وجودها في البحر الأحمر، مستفيدة من نجاحها في دعم وتعزيز الحوثيين في اليمن، وهو ما ينسجم مع استراتيجية طهران الأشمل؛ المتمثلة في استغلال الصراعات لصالحها، حيث ترى إيران أن الحكومة السودانية حليف محتمل، يمكنها الهيمنة عليها من خلال صفقات الأسلحة ومبيعات الطائرات بدون طيار.
وأكد أنه تلعب الطائرات بدون طيار الإيرانية، دورًا بارزًا في تغيير قواعد اللعبة في الحرب الأهلية المشتعلة في السودان، حيث تستخدمها القوات المسلحة السودانية بشكل متزايد لرصد تحركات القوات المعادية وتدميرها.
وبحسب تقارير ميدانية، يستخدم الجيش السوداني الطائرات بدون طيار على نطاق واسع، في عدد من المعارك، ونجحت تلك الطائرات في حسم عدة معارك بالقرب من العاصمة الخرطوم، وفي عمق الجغرافيا السودانية، الأمر الذي أدّى إلى وقف تقدم قوات الدعم السريع خاصّة في جنوب الخرطوم، حيث تمكّنت المسيّرات التابعة للجيش السوداني من قصف تجمعاتٍ لـ أرتال من المدرعات التابعة لـ "قوات الدعم السريع".
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق