حالة من الاضطرابات تشهدها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية على مدار العامين الماضيين بعد نشوب خلافات بين جبهتي لندن وإسطنبول ، وتصاعدات الانقسامات بدءا من تولي إبراهيم منير منصب المرشد العام وحتي وفاته .
وقد بدأ الإنقسام بشكل علني بعد تولي إبراهيم منير مسؤولية الجماعة في أعقاب القبض على القائم بأعمال الجماعة محمود عزت في 28 أغسطس 2020 إذ اتخذ منير عدة قرارات من بينها إلغاء منصب الأمين العام للإخوان والذي كان يشغله محمود حسين وتشكيل لجنة معاونة لنائب المرشد العام لتتسع الفجوة بينهما .
وجاء ذلك فى ظل سيطرة جبهة إسطنبول على مصادر تمويل الجماعة بينما تسيطر جبهة لندن على ملفات مهمة بحكم العلاقة مع التنظيم الدولي وامتدت تداعيات هذا الصراع إلى إخوان أوروبا ومحاولاتهم للتغلغل داخل المجتمع الأوروبي.
وتعاني جماعة الإخوان الإرهابية من أزمات عديدة منذ عشر سنوات وتحديداً في 2013 وذلك إثر ثورة شعبية أطاحت بها من حكم مصر ومنذ ذلك الوقت تحولت الجماعة إلى عدة جماعات متناحرة حول السلطة داخلها ، وبعد وفاة إبراهيم منير حدثت المزيد من الانشقاقات حول منصب المرشد العام وظهرت وقتها جبهة لندن لتعلن صلاح عبد الحق مرشداً للجماعة، وهو ما فتح النار على صراع قوي للغاية بين الجبهتين.
ومؤخراً وقبل 2013 كانت الجماعة عبارة عن جبهتين وهما جبهة سيد قطب وجبهة البنا ، ولاحقاً تطور الوضع إلى جبهات أخرى خرجت من رحم الهجرة وهي جبهات إسطنبول ولندن وآخرهم هي جبهة التغيير والتى خرجت للعلن وللمرة الأولى العام الماضي عقب انقسامات سابقا بين جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين وجبهة لندن بقيادة إبراهيم منير في الماضي وحالياً بين شباب الجماعة وعواجيزها وصلاح عبد المقصود أيضًا .
وظهر التيار الثالث تحت اسم "تيار التغيير" لينفذ وفق تعبيره فيها تعاليم حسن البنا وسيد قطب وهذه الجبهة بدأت نشاطها بشكل سري منذ عامين حيث انتقدت ممارسات الجبهتين المتنازعتين داعية إلى استعادة الأدوار القيادية للشباب داخل التنظيم في المستقبل .
يذكر أن الصراع بين جبهتي إسطنبول ولندن كان شهد هدوءًا مؤقتاً في الفترة الأخيرة بعد أن زعم كل منهما وصول رسالة دعم وتأييد له من جانب مرشد الجماعة المتواجد في السجون المصرية محمد بديع ولكن اشتعلت الأحداث مجدداً بين الأطراف .
وقال خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية إن جماعة الإخوان الإرهابية لا ترغب في إدخال نفسها في دوامة إعلان الحل بشكل رسمي وإن ما تشهده الجماعة خلال الفترة الراهنة هو أعنف أزمة داخلية مرت عليها في تاريخها لأن هناك انشقاقات في القواعد التنظيمية بشكل متصاعد وليس على مستوى قيادات الصف الثاني .
ويرى الخبراء أن قواعد الإخوان أصبح لديها موقف واضح من قيادات الإخوان ومن يدير الجماعة خلال السنوات الماضية ، وأن الجماعة تلقت ضربات على مدار السنوات الماضية من سقوط شعبي وضربات تنظيمية وانشقاقات وأن ما يحدث في قطر وتركيا من إبلاغ الإخوان بأنهم غير مرغوب فيهم مع قرب إكتمال التقارب المصري التركي يؤدى إلى إضعاف الجماعة بشكل كبير وكان على رأس غير المرغوب فيهم في تركيا أسامة جاويش وعدد من الإعلاميين ومعه وجدي غنيم الذي ظهر في فيديو يؤكد رفض منحه الجنسية وعليه مغادرة تركيا.
وأضافوا أن التنظيمات الجهادية موجودة من رحم الإخوان وأغلبهم ذهبوا لإفريقيا وهم يبحثون عن هشاشة في الأنظمة وانشقاقهم قد يؤثر عليهم بشكل كبير ولكن قد نرى مستقبلاً جماعتين إرهابيتين .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق