يتصاعد الغضب الشعبى ضد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بسبب عجز حكومته عن مواجهة الحرائق التى تلتهم قطاع السياحة وامتلاكه العديد من الطائرات الرئاسية الفاخرة فى حين تخلو مؤسسات الدفاع المدني التركية من طائرات الإطفاء والأجهزة المتطورة الخاصة بالتعامل مع حرائق الغابات .
ومن المثير للسخرية وسط هذا الفشل فى إدارة الأزمة أن يحرص أردوغان على الحفاظ على المظاهر والسمعة الزائفة فيسارع بالإتصال بالرئيس اللبنانى واضعا إمكانيات بلاده في مجال مكافحة الحرائق تحت تصرف لبنان التى إندلعت بها حرائق في أكثر من منطقة وخاصة في عكار شمالا والهرمل شرقا .
وأظهرت صور التقطت لمنطقة مرمريس السياحية جنوب غرب تركيا آثار الحرائق بالقرب من منتجعات سياحية حيث خلفت النيران مبان متفحمة ودمرت مئات الأشجار وأفادت وسائل إعلام محلية بقيام السلطات التركية بإجبار الآلاف من السكان والسياح على الفرار وإخلاء أماكنهم .
وتشهد تركيا منذ 28 يوليو الماضي حرائق في جنوب البلاد في مناطق المنتجعات المطلة على البحر الأبيض المتوسط لتوجه ضربة قاضية لصناعة السياحة للعام الثاني على التوالي بعد موجة وباء كورونا التي أصابتها بالشلل خلال العام الماضي .
وبينما يستمر 15 حريقا على الأقل بالتهام المزيد من الغابات المحيطة بالسواحل الجنوبية الغربية لتركيا فإن موجه هروب كبرى حدثت ضمن مئات الآلاف من السياح الذين كانوا يشغلون قرابة 6 آلاف فندق ومرفق سياحي في تلك المناطق .
وقدرت وزارة السياحة التركية أعداد المغادرين بقرابة 65 بالمئة حتى الآن وبالذات من منطقتي بادروم وألانيا اللتين شهدتا أعتى أمواج الحرائق ، وأضافت أن الوضع لا يمكن السيطرة عليه تماما قبل نزول درجات الحرارة عن 40 درجة مئوية وتوقف هبوب الرياح وزيادة الرطوبة عن 30 بالمئة وهو أمر لن يتحقق قبل 10 أيام .
ويرى الخبراء الإقتصاديون ان السياحة كانت في السنوات الطبيعية تقدم حوالي 35 مليار دولار للاقتصاد التركي ومصدرا أولا للعملة الصعبة وبسبب وباء كورونا لم يحقق القطاع السياحي التركي نصف توقعاته .
ويتوقع خبراء البيئة أن التأثيرات البيئية لهذه الحرائق على القطاع السياحي التركي ستبقى لمدة طويلة وكانت الحكومة تتوقع التعويض خلال هذا العام لكن هذه الحرائق تعتبر ضربة لا تقل عما فعلته الجائحة .