وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على قرار تعيين الدكتور محمد ناجي إنجي رئيسا لجامعة بوجازيتشي وسط ردود أفعال قوية على مواقع التواصل الاجتماعي ترفض تعيينه .
ونشر حساب "بوجازيتشي تنتخب" على موقع تويتر الذى يضم أساتذة الجامعة بالإضافة إلى الطلاب والخريجين والعاملين نتائج استطلاع رأي كشف عن رفض 95% من أعضاء هيئة التدريس لتعيين محمد ناجي إنجي رئيسًا للجامعة ورفض 89% من الخريجين ورفض 83% من الطلاب و62% من العاملين .
ويرى محللون ان قرار تعيين رئيس جامعة بوجازيتشى يعكس نزعة الرئيس التركى وجنوحه نحو الديكتاتورية والهيمنة السياسية على مختلف قطاعات المجتمع التركي .
وكانت الجامعة التركية الأعرق قد شهدت صدامات بين عناصر الشرطة التركية ومحتجين على قرار أردوغان بتعيين أحد أعضاء حزبه "العدالة والتنمية" من خارج السلك التعليمي للجامعة رئيساً لها بعد إقالة رئيسها السابق المشهود له بكفاءته العلمية والأكاديمية لكونه على الطرف الآخر من التيار الحزبي والسياسي المناصر للرئيس التركي .
تعيد أحداث جامعة بوجازيتشي إلى الأذهان وقفة النخبة التركية بمختلف مدارسها وتياراتها وأيديولوجياتها ضد قرار أردوغان عام 2013 وكان حينذاك رئيساً للحكومة التركية القاضي بتحويل متنزه جيزي بارك وسط إسطنبول إلى مركز تجاري .
التماثل بين الواقعتين رغم الفاصل الزمني بينهما ينبع من دافع وحد وهو نزوع أردوغان نحو التفرد بالقرار وتجاهل القوانين الناظمة وتجاوزها حين يقتضي الأمر تحقيق مكاسب حزبية وشخصية تعزز رصيده وهو ساع نحو سلطة الرجل الأوحد .
التراكمات والاحتقانات داخل المجتمع التركي بمختلف انتماءاته ومدارسه الفكرية والنخبوية تتزايد بعد أن شهد الكثيرون منهم مؤشرات انزلاق بلادهم على يد أردوغان وحزبه وأيديولوجيته الإخوانية نحو دروب ضيقة تخدم السلطة الحاكمة ومصالحها على حساب قضايا جوهرية متعلقة بحقوق الإنسان التركي في حرية التعبير .