مرت العلاقات بين مصر وتركيا بسنوات من القطيعة بدأت في 2013، تراجع خلالها التمثيل الدبلوماسي لكل منهما إثر اتهام القاهرة أنقرة بدعم جماعة الإخوان الإرهابية إلا أن العام الماضي شهد انطلاق محادثات استكشافية تطورت إلى لقاء بين رئيسي البلدين؛ أولهما على هامش مونديال قطر، قبل أن يلتقيا في مباحثات أخرى على هامش قمم واجتماعات تلت ذلك.، حسبما كشف تقرير لشبكة "رؤية".
ومع التقارب المصري التركي ، فتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الباب، أمام القيام بزيارة لمصر، في إطار مسار التقارب المستمر بين البلدين، لمناقشة كيفية تسريع إجلاء المرضى من غزة وخطوات أخرى، وهو ما أربك حسابات الإخوان الإرهابية مع ترقب أول زيارة رسمية لأردوغان إلى مصر .
وعلي هامش القمة العربية - الإسلامية في الرياض، في 11 نوفمبر الجاري، عقد الرئيس أردوغان لقاء مع الرئيس المصري بحث خلالها العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة، وفي أعقاب اللقاء، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورا، تظهر تقاربا كبيرا بين الرئيسين، ما يعكس نجاح مسار التقارب بين بلديهما، وسبقها لقاء في سبتمبر الماضي، على هامش قمة مجموعة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي، والجانبان بحثا العلاقات الثنائية والتعاون في مجال الطاقة بين البلدين، فضلا عن القضايا الإقليمية والعالمية.
ويري خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية إن جماعة الإخوان تعيش أيامها الأخيرة في تركيا في ضوء إجراءات التقارب مع القاهرة شملت مداهمات لمقرات تتبع التنظيم، وطرد عدد من عناصره ، وأن خطوات التقارب بين مصر وتركيا تبدو سريعة جداً في ضوء التنسيق المشترك بين البلدين مؤخراً حول الحرب في غزة، وقد تقاطعت الرؤية المصرية والتركية منذ اليوم الأول من الأزمة، فقد أعلنت تركيا موقفاً مؤيداً للرفض المصري تهجير الفلسطينيين إلى قطاع غزة.
وأضافوا أن قيادات التنظيم داخل تركيا ينقسمون بشكل كبير في التعاطي مع الموقف؛ ففي حين يشعر جانب منهم بالقلق تجاه هذا التقارب، خشية عودة ملف ترحيل القيادات للمناقشات بعد انتهاء الأزمة، يرى الشق الأكبر منهم ضرورة التزام الصمت وعدم التعليق على الموقف المصري تجاه الأحداث الجارية سواء بالنقد أو الإشادة.