خطوات عديدة تتم بشأن التقارب بين مصر وتركيا في ضوء التنسيق المشترك بين البلدين مؤخراً حول الحرب في غزة، وقد تقاطعت الرؤية المصرية والتركية منذ اليوم الأول من الأزمة، فقد أعلنت تركيا موقفاً مؤيداً للرفض المصري لتهجير الفلسطينيين إلى قطاع غزة، وزار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان القاهرة بعد أسبوع من الأزمة، وأكد على التنسيق بشكل كامل مع القاهرة بخصوص الأزمة، وهو ما أربك حسابات الإخوان مجددا على التقارب المصري التركي خلال الفترة الماضية.
وكشفت تقارير أنّ قيادات تنظيم الإخوان داخل تركيا ينقسمون بشكل كبير في التعاطي مع الموقف؛ ففي حين يشعر جانب منهم بالقلق تجاه هذا التقارب، خشية عودة ملف ترحيل القيادات للمناقشات بعد انتهاء الأزمة، يرى الشق الأكبر منهم ضرورة التزام الصمت وعدم التعليق على الموقف المصري تجاه الأحداث الجارية سواء بالنقد أو الإشادة.
يقول الدكتور إبراهيم ربيع القيادي الإخواني المنشق: إنّ السلطات التركية أصدرت أوامر صارمة لقيادات التنظيم وعناصره المقيمين على أراضيها بعدم التعرض نهائياً لملف التقارب مع القاهرة، وشددت على الالتزام بالقرارات السابقة الخاصة بالتوقف عن مهاجمة القاهرة نهائياً، لتجنب التوقيف أو الطرد من البلاد أو حتى الترحيل، وحتى الآن تلتزم الجماعة تماماً بذلك.
وأضاف أن التنسيق بين القاهرة وأنقرة بخصوص غزة بدا واضحاً من اليوم الأول، وبلا شك ساهم الظرف الطارئ في تسريع خطوات التقارب بين الجانبين، خاصة أنّ التنسيق تم على مستوى رئاسي، وما يزال مستمراً من أجل التوصل إلى حلٍّ يضمن وقف إطلاق النار في غزة.
وتابع أنّ التنسيق بين مصر وتركيا كان أمراً ضرورياً باعتبار أنّ البلدين لديهما ثقل إقليمي ورؤية مشتركة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، كما أنّ الطرفين اتفقا منذ اللحظة الأولى على رفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء كما كانت تخطط تل أبيب، لذلك جرت الترتيبات بشكل كبير بين البلدين، وكان التقارب أمراً مهمّاً جداً.
وأوضح أنّ الحرب في غزة عملت على تسريع وتيرة التقارب بين القاهرة وأنقرة، التي شهدت فترة متذبذبة بسبب الموقف من جماعة الإخوان والتواجد التركي في ليبيا، ولا سيّما ميناء الخمس، ولكن يبدو أنّ تلك القضايا أصبحت هامشية في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق