واصلت ميليشيا الحوثي الإرهابية سياستها الفجة في التخلص من معارضيها بإجراء محاكمات جائرة انتهت بإعدام المئات من العسكريين السابقين والنشطاء والصحفيين والمشرعين ، فيما يرى محللون إن اضطهاد الحوثيين للمعارضين وخطفهم وسرقة ممتلكاتهم أظهر تجاهل الميليشيا للمحاولات الدولية لإنهاء الصراع .
وحكمت محكمة عسكرية يديرها الحوثيون بالعاصمة اليمنية صنعاء غيابيا على وزير الدفاع الفريق الركن محسن الديري و 29 ضابطاً عسكريا بالإعدام وطردهم من الجيش ومصادرة ممتلكاتهم داخل وخارج البلاد بتهمة التعاون مع معارضي الميليشيات بما في ذلك تحالف إرساء الشرعية في اليمن .
وبحسب المراقبين تعد هذه أحدث إضافة إلى القائمة الطويلة لأحكام الإعدام التي صدرت بحق مئات المشرعين والمسؤولين العسكريين والأمنيين والنشطاء والصحفيين الذين تحدوا سلطة الحوثيين في الانضمام إلى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا .
وحذر مراقبون يمنيون من أن الحوثيين يستخدمون النظام القانوني في صنعاء والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتهم لإضفاء الشرعية على سرقة ممتلكات المعارضين ، وقالت مصادر حقوقية يمنية أن الحوثيين نسفوا 816 منزلا يمنياً في العديد من الأحياء اليمنية منذ استيلائهم المسلح على السلطة في اليمن أواخر 2014 .
كما تم تحويل عشرات المنازل والفيلات والشقق التي تم الاستيلاء عليها التابعة لمسؤولين حكوميين ونشطاء يمنيين إلى مرافق اعتقال سرية أو بيعها بثمن بخس للحوثيين ، وفي محافظة مأرب بوسط البلاد ورد أن الميليشيا فجرت ستة منازل تعود لزعماء القبائل وأنصار آخرين للحكومة خلال عطلة نهاية الأسبوع .
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن قصف المنازل اليمنية ومعظمها مملوكة لشخصيات موالية للحكومة يظهر أن الحوثيين "غير جادين" في تحقيق السلام في اليمن ، وقال في تغريدة على موقع تويتر : إن " تفجير ميليشيا الحوثي لمنازل خصومها في مأرب ومناطق أخرى يعكس موقفها من دعوات التهدئة والتهدئة نفسها"، مضيفاً أن عمليات الهدم تظهر أن الميليشيات هي أداة للقتل والتدمير ولا يمكن أن يكون شريكا حقيقيا في بناء السلام ، وأضاف "إنها تكشف وجهها الحقيقي كمنظمة إرهابية".
وقالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات إن الحوثيين هدموا أربعة منازل تعود ملكيتها لأحد العشائر المحلية بمنطقة الزور بمأرب ، إضافة إلى بنايتين إضافيتين تعود ملكيتهما لأشخاص آخرين في صروة ، وانتقدت الجماعة الحقوقية بشدة عمليات الهدم التي قام بها الحوثيون وحثت المنظمات الدولية لحقوق الإنسان وهيئات الأمم المتحدة على "تسمية وفضح" مسؤولي الميليشيات لاستهدافهم منازل المعارضين بحسب "آراب نيوز" .
وأضافت الصحيفة أن هذه هي الجريمة ليست الأولى التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق اليمنيين الذين يتحدون رؤيتهم العرقية والطائفية ولن تكون الأخيرة بل هو جزء من سلسلة من الأعمال الإرهابية المتعمدة والمنسقة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي كل يوم عملياً .
ويكثف الوسطاء الدوليون بمن فيهم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج جهودهم الدبلوماسية وجولاتهم في مدن يمنية وإقليمية من أجل إقناع الفصائل المتحاربة بتجديد الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة والعمل نحو اتفاق سلام دائم لإنهاء الحرب .