عناصر جماعة الإخوان الإرهابية الهاربة أصبحت أكثر اندماجا في المجتمع التركي بعدما منح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الكثير منهم الجنسية التركية فتح لهم آفاقا واسعة للاندماج ليس في المجتمع وحسب وإنما في المشهد السياسي بقوة من خلال بوابة الحزب الحاكم الذي يرأسه أردوغان وهو حزب العدالة والتنمية .
ولعل أبرز العناصر الإخوانية الهاربة إلى تركيا هو ياسر العمدة الذى بعد نموذجا مصغرا من نماذج كثيرة على شاكلته منحهم أردوغان الجنسية التركية وأصبح العمدة عضوا في حزب العدالة والتنمية وراح يبث صورا هنا وهناك للدلالة على ذلك خلال مشاركاته في فعاليات الحزب الحاكم .
ويحرص الإخواني ياسر العمدة على مشاركته في تلك الفعاليات ويقوم بتصدير مشاركاته في صور يبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وتظهر الصور حرصه على الظهور بالقرب من اللافتات التي تحمل اسم وصور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كدلالة واضحة على مدى الارتباط الذي يربط عناصر الجماعة بحاضنة الإرهاب الأول في المنطقة .
وقبل عامين تم الكشف عن أن حكومة أردوغان أشرفت على تحويل ما يقارب 250 مليون دولار سنويا لحركة حماس أي حوالي 20 مليون دولار في الشهر بالتنسيق مع الرئيس التركي وموظفيه ، فضلا عن رصد تقديم أنقرة التدريبات اللازمة لأعضاء حماس .
ولم يقتصر الأمر على دعم الأموال وإنما أيضا تحتضن تركيا قيادات حماس بها وتستقبل ممثلي الحركة باستمرار في قلب القصور الرئاسية وفي ضيافة أردوغان وهو ما أثار جدلا واسعا في أغسطس الماضي حينما استقبل الرئيس التركي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والوفد المرافق له .
ومن السودان برزت تركيا كمرتع للهاربين من المحاسبة بعد سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير بانتفاضة شعبية؛ حيث تدافعوا إليها واحد تلو الآخر، واحتضنتهم بلا مواربة امتداداً لتاريخها الحافل بإيواء الفاسدين والإرهابيين .
ولعل آخر عناصر إخوان السودان الهاربين إلى تركيا شقيق الرئيس المعزول عمر البشير "العباس" المتورط في ملفات فساد واستغلال نفوذ مكنه من تأسيس شركات وأسماء عمل بطرق ملتوية ومطلوب لدى السلطات القضائية في الخرطوم .
ووفق مراقبون فإن إيواء الفاسدين والهاربين وسارقي أموال الشعوب بمختلف دول العالم بدوافع مادية وأخرى أيديولوجية تتصل بأجندة تنظيم الإخوان الإرهابي تعد من الممارسات المحببة لتركيا حيث يشرف الرئيس رجب طيب أردوغان عليها بنفسه .