الكثير من الشواهد وثقت علاقة تعاون وثيق بين تنظيم الإخوان والحرس الثوري الإيراني في ضوء مصالح مشتركة جمعت الطرفين ، وفي هذا الصدد نشر المركز العربي لدراسات التطرف دراسة حديثة تناولت أوجه التعاون المشترك بين الجانبين وفحوى اللقاءات التي جرت بين قيادات من تنظيم الإخوان وفيلق القدس .
تقول الدراسة إنّه بالرغم من حالة العداء الظاهري بين فيلق القدس والإخوان المسلمين بسبب طبيعتهما التنظيمية وأسسهما الإيديولوجية فالباسداران شيعة ويستجيبون لمنطق شبه عسكري ودولي في حين أنّ جماعة الإخوان المسلمين سنّة وتتبنّى شبكة عابرة للحدود الوطنية تعتمد بشكل أساسي على التسلل إلى مؤسسات الدولة وبالرغم من ذلك بدأ التنظيمان المفاوضات لتنفيذ تقارب سرّي قبل أعوام .
وتظهر الوثائق التي تستعرضها الدراسة أن الاتصالات الأولى بين الحرس الثوري والإخوان المسلمين بدأت قبل فترة طويلة من المفاوضات المذكورة في تركيا وهذه الاتصالات بدأت خلال التقارب بين مصر وإيران في أعقاب وصول الرئيس الإخواني محمد مرسي إلى السلطة في مصر عام 2012 ولكن عملية التقارب هذه توقفت بسبب الثورة التي أطاحت بمرسي وعودة قادة جماعة الإخوان المسلمين إلى العمل السري .
وأشارت الدراسة إلي أن هناك جملة من المشتركات الإيديولوجية والعلاقات التاريخية تجسد بنية وهوية التقارب ما بين جماعة الإخوان المسلمين وإيران منذ إرهاصات "الثورة الإسلامية" عام 1979 حيث تتلاقى المفاهيم الإيديولوجية والأفكار والمرجعيات عند الإسلام السياسي السنّي والشيعي برغم اختلاف مذاهبه .
يرى محللون سياسيون أنّ العلاقة بين الإخوان المسلمين وإيران ما بعد الثورة الإسلامية عام 1979 تعتبر واحدة من المواضيع الملتبسة بالنسبة إلى الباحثين والدارسين لما يحيط بها من سرّية وغموض إلّا أنّ جملة من المشتركات الإيديولوجية والعلاقات التاريخية تظهر الصلة والارتباط الوثيق بينهم ومواطن التأثير المتبادل بين الطرفين
وأوضحت التحليلات أن الإخوان المسلمون وإيران إلتقوا في دعوات أسلمة القوانين والمجتمعات وقد كان لذلك تأثير على العديد من الدول العربية وبشكل خاص من مخاطر تكرار نموذج الثورة الإسلامية في إيران وهو النموذج الذي تسعى جماعة الإخوان المسلمين لتطبيقه في مناطق نشاطها ، كما ظهر بشكل جلي بعد ما يعرف بـ "الربيع العربي" إلا أنّ التغيرات في المجتمعات بين العام 1979 والعام 2011 حالت دون تحقيق الاستجابة والزخم المطلوبين لصعود الجماعات الإسلامية واستمراريتها .
ويشار إلي أنه مع انتصار الثورة في إيران بعد قدوم الخميني من الضاحية الباريسية (نوفل لوشاتو) على متن طائرة فرنسية متجهاً إلى العاصمة طهران قام الإخوان على الفور بالإعلان عن تأسيس فرعهم في إيران