يُعرف تجنيد الإرهابيين بأنه وسيلة أو أسلوب من النشاط يلتمس من الأفراد المشاركة في حركة أو جماعة متطرفة أو ارتكاب أعمال غير قانونية لصالح الجماعة الإرهابية.
مع ازدهار وتطور شبكة الإنترنت، تم الترحيب عالمياً بها باعتبارها رابطة للثقافات ووسيطاً للشركات والمستهلكين والحكومات للتواصل مع بعضها البعض، وتوفر فرصاً لا مثيل لها لإنشاء منتدى يمكن فيه لمجتمع (القرية العالمية) "أن يلتقي ويتبادل الأفكار، ويحفز الديمقراطية ويحافظ عليها في جميع أنحاء العالم. وتم النظر إليها من الخبراء والأكاديميين في مختلف التخصصات على أنها قاطرة لسيرورة العولمة، وتأثيراتها الإيجابية.
ومع ذلك، ومع النمو الهائل في حجم الشبكة واستخدامها، فإنّ الرؤى الطوباوية للوعد بالإنترنت والعولمة اليومية الإيجابية تواجه تحديات بسبب انتشار المحتوى الإباحي والعنيف على شبكة الإنترنت واستخدام المنظمات والجماعات المتطرفة، والإرهابية من مختلف الأنواع للإنترنت.
وشبكة الإنترنت؛ بطبيعتها هي ساحة مثالية لنشاط الجماعات الإرهابية. رغم أنّ امتلاكها يتطلّب توفر بعض الإمكانيات المتاحة؛ إذ ينبغي امتلاك جهاز حاسوب وهاتف ذكي، والقدرة على القراءة والكتابة، وربما معرفة لغات أخرى .
اليوم، تحتفظ جميع المنظمات الإرهابية Foreign Terrorist Organizations (FTOs) النشطة تقريباً والبالغ عددها (73) جماعة حسب تصنيف وزارة الخارجية الأمريكية السنوي، بالمواقع الإلكترونية، ويحتفظ العديد منها بأكثر من موقع ويب واحد وتستخدم لغات متعددة، ومختلفة، علماً بأنّ عدد الجماعات الإرهابية حسب هذا التصنيف يتغير سنوياً؛ إذ يخضع للمراجعة وإعادة التقييم حيث يمكن أن تخرج منه جماعات، أو تدخل إليه جماعات.
إنّ قصة وجود الجماعات الإرهابية في الفضاء الإلكتروني ما زالت في بدايتها. ففي عام 1998، كان حوالي نصف الجماعات الإرهابية الـ 30 المصنفة على أنّها "منظمات إرهابية أجنبية" بموجب "قانون مكافحة الإرهاب وعقوبة الإعدام الفعالة " الأمريكي لعام 1996، يحتفظ بمواقع على شبكة الإنترنت؛ لكن بحلول عام 2000، كانت جميع الجماعات الإرهابية تقريباً قد أقامت وجودها على الشبكة.