الثلاثاء، 10 مايو 2022

الدوحة ودبلوماسية اللعب على كل الحبال


ذكرت صحيفة "فورين بوليسي" الأميركية أن إمارة قطر الصغيرة هى الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التى تنتهج دبلوماسية اللعب على كل الحبال حيث تمكنت من تحقيق خليطا غير مفهوم من العلاقات بين الجهات الفاعلة القوية .

ولفتت الصحيفة إلى أن الإمارة التي تضم قاعدة جوية أميركية رئيسية وهي قاعدة العديد وتتمتع باتفاق دفاعي ووضع حليف رئيسي من خارج الناتو مع الولايات المتحدة تحافظ في الوقت ذاته على علاقات ودية مع إيران .

وتقول الصحيفة أنه على الرغم من استضافة قطر لكبار قادة الجماعات الإرهابية التي صنفتها الولايات المتحدة إلا أنها تمكنت في الوقت ذاته من الحصول على امتيازات أميركية منها قاعدة العديد الأميركية على أراضيها وكذلك أصبحت حليفا للناتو من الخارج وفي الوقت ذاته الحفاظ على علاقات ودية مع إيران العدو اللدود للولايات المتحدة .

وأشارت الصحيفة إلى استضافة قطر لكبار قادة الجماعات الإرهابية التي صنفتها الولايات المتحدة بما في ذلك حماس وطالبان ومجموعة متنوعة من الجهات الإرهابية الأخرى والاستمرار في تمويل وترويج قناة الجزيرة وهي شبكة إعلامية واسعة تعمل بشكل روتيني على دفع الرسائل المعادية لإسرائيل والمعادية للولايات المتحدة والموالية لإيران وجماعة الإخوان المسلمين .

وتؤكد فورين بوليسي أن الجهود المختلفة لمعاقبة قطر قد فشلت بسبب مزاعم عدم الانحياز على الرغم من أن البعض قد يقول إنها ذات وجهين فقط وفشلت بشكل مخزي فأصبحت قطر نموذجا لبقية المنطقة في ذلك الأمر .

وأشار كاتب فورين بوليسي إلى إحباطه من التقلبات الشديدة في السياسة الإقليمية للولايات المتحدة والشكوك المتزايدة بشأن ثبات الدعم العسكري الأميركي ، لافتا إلى أن إيران هي الدولة الوحيدة التي تستغل هذا الاتجاه لصالحها .

كما أشار إلى أن دونالد ترامب سعى لترتيب اتفاقيات إبراهام الجديد لأجل استبدال اعتماد دول الخليج على القوة الأميركية بالتحالفات مع إسرائيل إلا أن بايدن جاء ليخطط للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران من جديد كما فعل أوباما .

واعتبر أن ما يدعو للسخرية هو أن الدوحة هي الشريك الرئيسي لتركيا وأن البلدين هما المؤسسان لتحالف يدعم بشكل أساسي الجماعات المتطرفة خاصة جماعة الإخوان وأشار إلى أنه حتى الآن فضلت الولايات المتحدة تجاهل هذا الجانب من أجندة قطر الإقليمية .

ويرى محللون أن الدوحة تعمل جاهدة لاسترضاء شركائها الأمريكيين والأتراك وأصدقائها في طهران وتحقيق التوازن بين هذه العلاقات الحساسة وكأنها لاعب سيرك يسير فوق حبل مشدود ولا توجد أسفله شباك حماية .

وكان باحثون أمريكيون قد حذروا النظام القطري من السقوط جراء سياسة اللعب على أكثر من حبل في ظل حرصها على استرضاء دول تشوب علاقاتها توترات تتراوح بين خلافات المصالح والتناقضات الاستراتيجية .


ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © اصدقاء الدمام
تصميم : يعقوب رضا