منذ بداية عهد الرئيس السابق أوباما عام 2009 ارتأت الإدارة الأمريكية وجود شراكة سياسية مع تيار الإخوان بل ودعمه في الوصول لسدة الحكم في عدة دول عربية وذلك بتأثير من اللوبي الإخواني ودوائر أكاديمية أثرت عليها الجماعة الإرهابية طوال سنوات لكن سرعان ما انكشف الوجه القبيح للجماعة الإرهابية وفشلت تجربة حكمهم في مصر وتونس وأصبحت منبوذة شعبيًا ومحاصرة أوروبيا .
تبنى ترامب رؤية ردايكالية باتجاه تهميش دور الإسلاميين ومكافحة أنشطتهم المتشددة ومن ثم جاء اقتراح قانون بالكونجرس لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية ، ولكن مؤخرا بدا حماس أفراد جماعة الإخوان الإرهابية كبيرا لتقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن في نتائج الانتخابات الأميركية كما لو أنهم يريدون إحياء تجربة الرئيس السابق باراك أوباما التي لعبوا خلالها دورا لافتا من خلال موجة "الربيع العربي"، فيما يقول مراقبون إن بايدن ليس أوباما وإن مشروع استخدام الإخوان قد ذهب مع أوباما بلا رجعة .
ولم يخف نشطاء وإعلاميون موالون للإخوان المسلمين في مصر وتونس واليمن ودول الخليج دعاءهم لبايدن بالفوز، كما تولّوا نشر أنباء تقدمه في النتائج بمختلف الولايات لحظة بلحظة، وسخروا من تصريحات ترامب وحديثه عن التزوير واللجوء إلى المحاكم وكأن بايدن مرشح الإخوان المسلمين وليس مرشحا للديمقراطيين .
بايدن كان يتعمد مغازلة الإسلاميين أثناء حملته الانتخابية نظراً لخبرته السابقة كنائب رئيس فى إدارة أوباما وهى الإدارة التى أظهرت تعاطف غير مسبوق مع المسلمين داخل أمريكا وخارجها فى محاولة منه لإحياء مشاعر النوستالجيا والحنين بين الشعب الأمريكى لعهد أوباما وكأنه يشير بشكل غير مباشر أنه سيدير البلاد بنفس روح وحماس أوباما .
لهذا نشأ لدى الإخوان وهم بأن بايدن قادم لنصرتهم ولا ننكر أن الإخوان فى أمريكا قد التقطوا أنفاسهم وعاد إليهم الإحساس بالأمان بعد أربع سنوات من الضغط والتضييق والتهديد الذى فرضته عليهم إدارة ترامب ، لكن الحقيقة أن مصالح بايدن أكبر بكثير مع الدول المهمة فى الشرق الأوسط مثل مصر والسعودية والإمارات وهى الدول التى تحارب جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من التنظيمات الإرهابية وكذلك الدول التى ترعاهم وتمولهم مثل تركيا وقطر .
بايدن لن يعادى هذه الدول العربية ومصالح بلاده معها من أجل عيون الإسلاميين خصوصاً جماعة الإخوان التى لا يزال أغلب الشعب الأمريكى يرون فيها تهديد ومصدر خطورة ضد دولتهم وأمنهم القومي ، وفى النهاية بايدن سوف يحكم بما يخدم مصالح بلاده وفقط .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق