تصاعدت الأحداث في أوروبا، منذ صعود تنظيم داعش الإرهابي إلى سطح المشهد العالمي، وذلك بعد أحداث الربيع العربي، وظهور وثائق أجهزة المخابرات الأجنبية، التي أثبتت استخدام جماعة الإخوان، المصنفة الإرهابية في عدد من الدول، وسيلة للضغط على الأنظمة العربية في الشرق الأوسط، وأيضًا للسيطرة على الجاليات العربية المسلمة في الغرب الأوروبي والأمريكي.
وكشفت تحركات منظمات الإخوان في أمريكا لدعم مرشح الحزب الديمقراطي حجم العلاقة بين الإخوان ورؤساء أمريكا الديمقراطيين، واستخدامهم للإخوان من أجل تغيير خريطة الشرق الأوسط، غير أنّ ما يشبه الاستفاقة ضربت بعض بلدان أوروبا، وجانباً من الساسة الأمريكان، على رأسهم دونالد ترامب في الولايات المتحدة، ومانويل ماكرون في فرنسا، نتج على إثرها تقوية جدار الحمية لدى الغرب، للذود عن الهويات الوطنية، ضد توغل الإخوان، وتدشينهم لمجتمعات متطرفة موازية في تلك البلدان.
يقول الدكتور كايد عمر الخبير في الشئون الدولية بلندن: إن تنظيم الإخوان المسلمين هو الرحم الذي أنجب تنظيم القاعدة، وجبهة النصرة، وتنظيم داعش، وغيرها من التشكيلات الإرهابية المنظمة، التي فتكت بالعديد من الدول في مختلف أرجاء العالم، "لا سيّما في العالم العربي".
وأضاف أن جماعة الإخوان الآن في بريطانيا على رأس قائمة التطرف وفق مقاييس التعريف الحكومي الجديد للتطرف، في ارتباط مباشر بحركة حماس وحرب غزة والانشقاقات المجتمعية الناتجة عنها، وما كشفت عنه الاحتجاجات الأخيرة من شعارات معادية للسامية.
من جهته يقول الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي، عمرو فاروق: يواجه تنظيم الإخوان ضغوطًا صعبة في داخل أوروبا تتعلق باستمرار القيود والضوابط على نشاطه وتجفيف مصادر تمويله بدأت قبل سنوات من النمسا ثم فرنسا وأخيرًا بريطانيا التي يعتبرها التنظيم معقله الرئيسي.
وأضاف أن القرار البريطاني بوضع قيود على الرابطة الإسلامية المحسوبة على الإخوان سيترك أثر كبير على الجماعة، وستؤدي هذه الخطوات لتقييد حركة التنظيم داخل أوروبا.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق