يشهد الشارع الأردني في الوقت الراهن غلياناً غير مسبوق منذ نحو أسبوع بسبب تصاعد التظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية، وأخذها منحى آخر بعيداً عن السلمية، ممّا ربطه الكثيرون بمحاولة الإخوان المسلمين تصعيد هذه الاحتجاجات لأهداف تتعلق تارة بتوجيهات خارجية، وتارة أخرى بمكاسب سياسية، وإظهار قوة الجماعة قبل فترة قصيرة من الانتخابات التي ستُجرى خلال العام الجاري.
ورغم أنّ الجماعة تحاول دائماً التبرؤ من أيّ أعمال فوضى أو شغب، إلا أنّ الأجهزة الأمنية الأردنية أكدت ضمنياً مسؤولية الإخوان عبر بعض الاعتقالات التي قامت بها أمس السبت، فقد ألقت القبض أمس على رئيس الهيئة العليا للقطاع الشبابي لحزب جبهة العمل الإسلامي (ذراع الإخوان المسلمين السياسية في الأردن)
ووفق موقع (جفرا نيوز) الأردني، فإنّ الإخوان يريدون أن "تحلّ الفوضى" في الأردن، وكأنّ "أعوام الخريف العربي" لم تُعلمهم أيّ درس، ولم تدفعهم لأيّ مراجعة يقولون في إثرها إنّ "البلد" أهم من "الجماعة والمرشد"، وإنّ البلد مهما حصل داخله من "خلافات أو أخطاء" يظل أفضل بكثير من "خرابة تنعق فيها الغربان" كنتيجة حتمية للفوضى.
وهناك من ربط حراك الإخوان بالانتخابات النيابية التي ستُجرى خلال العام الجاري، حيث إنّ الجماعة منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي تحاول هي وذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية والحزبية، في واحدة من أكثر صور الانتهازية السياسية وأبشعها على الإطلاق، متكئين على استغلال عاطفة الأردنيين وقربهم التاريخي والديموغرافي مع فلسطين، وفق موقع (جراءة نيوز).
ووفق الموقع ذاته، فإنّ قادة الإخوان المسلمين يختبؤون خلف حرب غزة، لتمهيد وتبرير أيّ قرار مقبل بمقاطعة الانتخابات، ويرفعون شعار "حرب غزة حربنا"، في مزايدة رخيصة على الدولة التي تخوض منذ اليوم الأول معركة دبلوماسية وسياسية للنأي بالأردن عن أيّ تداعيات خطيرة لهذه الحرب، وتقديم يد العون للأهل في غزة ووقف الحرب ضدهم.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق