في الأراضي الجنوبية للبنان، حيث تتشابك خيوط الحرب والسياسة، يبرز دور حزب الله كلاعب رئيسي في مسرح الأحداث المتوترة، مع استمرار الصدامات والتوترات، ينظر الحزب إلى الأفق البعيد، محاولًا رسم مستقبل يحمي فيه أهل الجنوب من غضب الحرب وويلاتها .
هذه المحاولات ليست سوى جزء من استراتيجية أكبر تهدف إلى تجنب ثورة قد تنبعث من رماد الدمار، فمنذ اندلاع النزاع في أكتوبر الماضي، وجد أكثر من 87 ألف نازح نفسهم في قلب الأزمة؛ مما دفع الحزب لتأمين المأوى والغذاء والدعم المالي لهم.
مصادر مطلعة كشفت أن الحزب يخصص حوالي 20 مليون دولار شهريًا لهذا الغرض، مغطيًا إيجارات المنازل وموزعًا مبالغ تتراوح بين 100 و200 دولار لكل أسرة خوفًا من غضب عشرات الآلاف من الجنوبيين.
ومن جانبه، أعلن حسن فضل الله، عضو كتلة "الوفاء للمقاومة"، عن بدء الحزب في دفع التعويضات للمتضررين، في حين أكد الشيخ نبيل قاووق، عضو المجلس المركزي للحزب، على استعداد "المقاومة" لإعادة الإعمار.
وأضافت المصادر، أن "حزب الله" يسير على خط رفيع، محاولًا موازنة بين إعادة البناء والحفاظ على استقرار المنطقة، في محاولة لتجنب أي تصعيد قد ينجم عن الضغوط الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة.
وتابعت المصادر، أن الجهود المبذولة تتجاوز مجرد الإغاثة العاجلة، فقيادات حزب الله تتواصل مع النازحين وتعدهم بخططًا طويلة الأمد لإعادة تأهيل البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية، في محاولة لإظهار حزب الله كمؤسسة قادرة على تلبية احتياجات المواطنين، في محاولة لتحقيق ربح سياسي من الكارثة التي يعيشها الجنوب.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه الأعمال العدائية، يبقى السؤال معلقًا حول مدى استدامة هذه الاستراتيجية وقدرتها على منع اندلاع الاضطرابات؟
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق