تشهد محافظة مأرب بشرق اليمن بوادر انتفاضة قبلية على السلطات المحلّية التي يقودها حزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، وذلك في تجسيد لحالة الاحتقان والغضب السائدة في اليمن؛ جرّاء سوء إدارة السلطات لثرواتها وتجاوزات قادة الحزب المدنيين والعسكريين على المال العام وابتزازهم للتجار وأصحاب المشاريع عبر استخدام نفوذهم السياسي والأمني.
ورغم اشتعال الجبهة فعلياً في مأرب، إلا أنّ سلطة الأمر الواقع في مأرب التابعة لجماعة الإخوان المسلمين فرضت الجرعة السعرية على الوقود بالقوة في ظل تصاعد الاحتجاجات القبلية لإسقاطها وإلغائها.
وقد شهدت المحافظة الأسبوع الماضي مواجهات عنيفة بين الجيش وقبائل عبيدة بالمحافظة، التي ترفض قرار السلطات برفع سعر مادة البترول المنتجة محلياً من مصافي صافر، بواقع (8) آلاف ريال للدبة سعة (20) لتراً، بدلاً من (3500) ريال.
وأقامت القبائل ما يُسمّى بالمطارح القبلية بمنطقة العرقين، ومنعت من خلالها خروج أيّ كميات من المشتقات النفطية المنتجة من المصافي، للضغط على السلطات بالعودة إلى التسعيرة السابقة، مع تخصيص (300) ألف لتر بترول يومياً لمحطات مديرية الوادي.
وكانت قبائل مأرب قد هددت سلطات المحافظة بقيادة العضو البارز في حزب الإصلاح سلطان العرّادة بالمزيد من التصعيد، في حال لم يستجب المحافظ لمطالبها بإلغاء الزيادة في أسعار الوقود.
وفي سياق متصل حذّر محافظ أمانة العاصمة اليمنية اللواء عبد الغني جميل من خطورة الوضع في محافظة مأرب، آخر معاقل الشرعية في اليمن؛ بسبب فوضى الإخوان.
في سياق متصل، اتهم ناشطون في مأرب جماعة حزب الإصلاح المتواجدة بالمحافظة عسكرياً، وفي السلطة المحلية، بالعمل على خدمة ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، خاصة بعد إقصاء أبناء مأرب، والسيطرة على المحافظة من قبل قيادات ينتمي جميعهم لخارج المحافظة، وخاصة محافظات صنعاء وعمران وصعدة التي تنتمي إليها ميليشيات الحوثي.
ويرى مراقبون أنّ ظهور قيادات مهمة من حزب الإصلاح في صنعاء إلى جانب قيادات حوثية يمثّل تحولاً مهماً في خارطة التوازنات السياسية باليمن، ويكشف عن وجود خطة تعاون بين الطرفين في سياق العمل على إيجاد برنامج تحالف سياسي بينهما.
وفي المقابل، تتحدّث مصادر يمنية عن عدم وجود إجماع داخل حزب الإصلاح حول طبيعة العلاقة مع الحوثيين، متوقّعة أن يفضي ذلك إلى حصول انشقاق في الحزب بين المتبنين لفكرة المصالحة والتعاون مع جماعة الحوثي، والمناهضين لها، وذلك على غرار ما حصل لحزب المؤتمر الشعبي العام.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق