مع تفشي فيروس كورونا حصلت تركيا على اهتمام عالمي بتبرعاتها الطبية السخية والخيرية حيث أرسلت أنقرة الإمدادات الطبية إلى أكثر من 70 دولة حول العالم خلال الوباء ، وينظر العديد من الخبراء والمحللين إلى هذه المساعدات على أنها جزء من استراتيجية أنقرة للاستفادة من قوتها الناعمة .
وللوهلة الأولى تبدو جهود تركيا بمثابة تكتيك ذكي لإصلاح صورتها المشوهة في الغرب لا سيما بعد أن قامت الحكومة التركية بتقويض الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان بشدة لسنوات عديدة وكان آخرها قرار الرئيس أردوغان بالإنسحاب من إتفاقية إسطنبول لحماية حقوق المرأة .
تركيا تستغل القوى الناعمة في الدول الفقيرة من أجل تحقيق مطامع تحت شعار المساعدات الانسانية فتقوم بتقديم المساعدات عن طريق الهلال الأحمر التركي والترويج لوصول طائرة تركية الى بنغلاديش لإعادة تأهيل مستشفى للروهنغيا للحفاظ على صورة إيجابية لدى الجمهور الأجنبي .
ركيا تستغل القوى الناعمة في الدول الفقيرة
من أجل مطامع تحت شعار المساعدات الانسانية
تركيا تستغل تلك المساعدات
عن طريق الهلال الأحمر التركي
طائرة تركية تصل بنغلاديش
لإعادة تأهيل مستشفى للروهنغيا
استغلال المواقف هذا هو تعامل تركيا
وتفتقر تركيا بشكل كبير إلى العديد من المتطلبات اللازمة لتعزيز سمعتها بين الجمهور الدولي بسبب مجموعة من القضايا بما في ذلك التوغل ضد القوات الكردية في سوريا والأنشطة العسكرية في شرق البحر الأبيض المتوسط وشراء نظام الدفاع الصاروخي روسي الصنع إس-400 .
وبالنظر إلى أن الاقتصاد أصبح نقطة ضعف رئيسية بالنسبة لأردوغان فإن الاضطراب الاقتصادي المتجدد يمكن أن يكون ضربة خطيرة لسلطته السياسية بشكل تدريجي ، ومع تزايد الاستبداد وتصاعد الأزمة الاقتصادية وتفاقم العلاقات الدبلوماسية انتهز أردوغان الفرصة ليقدم نفسه كزعيم قادر على الكفاح ضد الوباء من أجل حشد الدعم المحلي وتحسين الصورة الذهنية لبلاده لدى الغرب .
ويبدو أن ترويج تركيا للقوة الناعمة مدفوعا بمخاوف سياسية محلية أكثر من كونه مدفوعاً بطموحات دولية حيث تسعى الحكومة التركية إلى حشد وتعبئة الدعم المحلي لضمان شرعية النظام نظرا لحاجة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى زيادة شعبيّته العامة في الداخل في مواجهة الانكماش الاقتصادي المتزايد .
وتجدر الإشارة الى اختيار "التقرير العالمي لمؤشر القوة الناعمة 2020 الدولي" دولة الإمارات ضمن قائمة الدول العشر الأولى عالمياً من حيث التأثير العالمي الملحوظ مع كلٍ من الولايات المتحدة الأمريكية والصين وبريطانيا وألمانيا واليابان وفرنسا وروسيا وكندا وإيطاليا في قائمة غابت عنها تركيا .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق