في خطوة تعكس تقارباً وتصميماً ليبياً على إنهاء سنوات من الصراع المسلح والمضي قدماً في تحقيق السلام في ليبيا ووضع حد للتدخل الأجنبي فيها ، غادرت دفعة جديدة من مرتزقة تركيا الأراضى الليبية خلال الساعات الماضية .
وتنتمي تلك الدفعة بحسب ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إلى فصيل السلطان مراد السوري الموالي لتركيا ، وأوضح المرصد أن قادة المرتزقة السوريين أخبروا عناصرهم قبل أيام بضرورة حزم أمتعتهم استعدادا للعودة إلى سوريا .
وفي حين التزمت الحكومة الليبية الصمت ولم تعلق تركيا رسمياً على تلك التطورات أوضحت مصادر مطلعة أن نقل تلك المجموعة يأتي في إطار تفاهم إقليمي على البدء في إنهاء وجود المرتزقة داخل الأراضي الليبية .
وأضافت المصادر أن جانباً من هذا التفاهم تم إبرامه بمفاوضات رباعية شاركت فيها مصر وتركيا إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا .
وكان عدد المقاتلين السوريين قد وصل سابقا إلى نحو 18 ألف جندتهم المخابرات التركية، للقتال في ليبيا بينهم 350 طفلاً دون سن الـ18 ، وقد عاد منهم نحو 10750 إلى سوريا بعد انتهاء عقودهم .
ولم تتمكن السلطات الليبية من سحب هؤلاء المقاتلين ضمن المهلة التي حددت سابقا ضمن توافقات ليبية ليبية برعاية أممية في 23 يناير 2021 .
ويعتبر ملف المرتزقة والقوات الأجنبية التي تنتشر في أماكن استراتيجية بالبلاد قرب الحقول النفطية وداخل القواعد العسكرية من أكثر الملفات الشائكة التي تمثل عبئاً كبيراً على السلطة الجديدة في ليبيا .