اهتم برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة بالمسح والتنقيب الأثري في كل مناطق المملكة وأطلق مبادرة تسجيل وحماية الآثار والبحث والتنقيب الأثري بهدف حماية وتسجيل المواقع الأثرية والإسلامية .
وفى إطار حرص المملكة على كشف أسرار الماضى وسبر أغواره قامت ست بعثات على الأقل من الجامعات السعودية بالعمل في المسح الأثري والتنقيب والترميم .
وتعمل جامعة الملك سعود في موقع المابيات (فرح) في محافظة العلا بمنطقة المدينة المنورة كما تعمل الجامعة نفسها في موقع الخريبة (دادان) في العلا وكذلك تعمل مع هيئة التراث في مشروع تأهيل موقع الفاو الأثري بوادي الدواسر بمنطقة الرياض .
ويعتبر هذا المشروع من أهم المشاريع التي قامت بها جامعة الملك سعود حيث عمل في الموقع العديد من الأثريين من المملكة والأردن ومصر .
وقد أسفرت جهود البعثة السعودية عن كشف عدد من الوحدات المعمارية المبنية من الطوب اللبن ترتبط بمساحات رصفت بالآجر وعدد من المرافق والمنشآت المائية والصحية كالحمامات وخزان مبني بالجص ، كما تم الكشف عن شارع يمتد من الشمال إلى الجنوب.
وعثرت البعثة أيضاً على عدد من الكسر الفخارية منها فخار رقيق وأجزاء من مشربيات عليها زخارف إما بالكشط أو حزوز غائرة ومعظم ما تم الكشف عنه هو كسر من الخزف ذي البريق المعدني أو المبقع أو المخطط .
ويعود مجمل هذه الاكتشافات إلى الفترة العباسية والفاطمية خلال التاريخ الإسلامي وقد تم الكشف أيضاً عن كسر من الزجاج المصنوع بأسلوب النفخ لعمل قوارير وأطباق .
كان للمسح والتنقيب الأثري في المملكة دور مهم في التعريف بالبعد الحضاري والتاريخي للمملكة إذ كشفت تلك المسوحات والتنقيبات المزيد من المعلومات التي تؤكد العمق التاريخي للمملكة العربية السعودية من حيث تعاقب الحضارات التي عاشت وتكونت على أرض الجزيرة العربية .
من الناحية العلمية فقد أضاف العمل مع البعثات العلمية الأجنبية للباحثين السعوديين خبرات أكبر ومكنهم من الاطلاع على تقنيات ومدارس وطرق عالمية في البحث والتنقيب عن الآثار .