على الرغم من تلويح ميليشيا الحوثي العلني بمقاطعة المشاورات المرتقب تنظيمها في مقر الأمانة العامة الخليجية في الرياض بمشاركة نحو 500 شخصية من كل الأطراف اليمنية ، فقد أثار الإعلان عن تلك المشاورات استبشارا في الشارع اليمني والأوساط السياسية .
ويأمل اليمنيون أن تفضي هذه المشاورات إلى نتائج من شأنها أن تضع الملامح الرئيسية لإنهاء الصراع الذي يوشك أن يلج سنته الثامنة منذ انقلاب الميليشيات الحوثية على التوافق الوطني اليمني أواخر 2014 .
وفى حالة رفض الحوثي المشاركة فى المشاورات التى تستضيفها الرياض فإنه يكون قد فوت على نفسه فرصا كبيرة للعودة إلى المشروع الوطني والتخلي عن خدمة مشروع إيران وسيجد نفسه في مواجهة هذه الكتلة اليمنية المتحدة بعد أن كان يتغذى على تشظيها وضعفها .
وكانت الأمم المتحدة قد رحبت أمس الجمعة بالمبادرة التي تقدم بها مجلس التعاون الخليجي لإجراء مشاورات بين الأطراف اليمنية في الرياض خلال الفترة من 29 مارس إلى 7 أبريل دعماً لجهود المنظمة .
وقال المتحدث الرسمي ستيفان دوجاريك خلال المؤتمر الصحافي اليومي من المقر الدائم بنيويورك : " تقدر الأمم المتحدة جميع المبادرات للتوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية شاملة للصراع في اليمن" .
في السياق ذاته اختتم المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج الأسبوع الثاني من المشاورات الثنائية مع عدد متنوع من الأطراف اليمنية في إطار ما يبذله من جهود نحو إرشاد إطار عمله الذي يهدف إلى رسم مسار نحو تسوية سياسية مستدامة للنزاع وفقاً لبيان صدر عن مكتبه .
ويرى محللون أن أهمية انعقاد هذه المشاورات تكمن هذه المرة في كون الدعوة للأطراف اليمنية موجهة من مجلس التعاون الخليجي وليست مبادرة من دولة واحدة مما يؤكد أن دول المجلس تنوي إغلاق هذا الملف وهي تعطي الفرصة للمكونات اليمنية لتجاوز نقاط الخلاف والبدء بعملية سياسية شاملة تخرج اليمن مما هو فيه وتخفف على أبناء الشعب الذين يعانون معاناة شديدة .
ويشار الى أن هذه ليست الدعوة الأولى للحوثيين للإنخراط فى مشاورات فالمملكة عرضت عليهم العام الماضي مبادرة سلام ورفضوها رفضا قاطعا ومن المرجح أنهم لن يستجيبوا لدعوة مجلس التعاون أيضا والسبب أنهم أصبحوا أداة طيعة بيد إيران وفقدوا قرارهم المستقل الذي لم يكن يوما موجودا .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق