أظهر تقرير صادر عن مبادرة "ريجين يمن- استعادة" حول سيطرة الحوثيين على قطاع الاتصالات في اليمن بعنوان "الاتصالات أداة حرب لا خدمة" أن مليشيات الحوثي تحصل على مليارات الريالات سنويا من إيرادات قطاع الاتصالات.
وأظهر التقرير أن الإيرادات يتم تحصيلها من خلال مبيعات خدمات الإنترنت وخدمات الاتصالات وضرائب الأرباح على شركات الاتصالات العامة والخاصة وأخرى تفرض على شكل جبايات وإتاوات أو تحويلات أو من بنود تتحايل المليشيات فيها لتوجيه الإيرادات لصالحها .
وأوضح التقرير أن مليشيات الحوثي نهبت نحو 84 مليار ريال من شركة اتصالات واحدة في اليمن ضمن 4 شركات توفر خدمة الهاتف النقال في البلاد ، إضافة إلى "الرسوم الزكوية" ورسوم تجديد تراخيص الشركات الخاصة حيث تسيطر المليشيات فعليا على إيرادات شركات الاتصالات الخاصة مثل "إم تي إن" سابقًا و"سبأ فون" و"واي"، والاستيلاء على أرصدتها وأصولها .
وبيّن التقرير أن إجمالي ما تحصلت عليه المليشيات الحوثية من أموال من شركة "يمن موبايل للهاتف النقال" للعام المالي 2021 بمخالفة الدستور والقوانين النافذة مبلغ يزيد على 83.9 مليار ريال ، وأشار التقرير إلى ثبات عائد السهم الموزّع للمساهمين بمبلغ 175 ريال لكل سهم خلال السنوات المالية من الفترة 2018– 2022 رغم ارتفاع إيرادات الشركة للضعف خلال الفترة ذاتها .
وإلى جانب استغلال شركات الاتصالات لتمويل نشاطاتها العسكرية تستخدم كذلك المليشيات الشركات كأذرع تجسس وعمل استخباراتي لتعقب قيادات الجيش والحكومة الشرعية في المناطق المحررة والتجسس على النشطاء وملاحقة وتصفية الصحفيين والقادة الميدانيين .
وكانت السلطات اليمنية قد أوقفت خدمة شركة الاتصالات اليمنية العمانية (YOU) في عدن وأغلقت مقارها في العاصمة المؤقتة ومدينة مأرب أهم معاقل الحكومة المعترف بها دوليا ، وكانت شركة الزمرد الدولية الاستثمارية العمانية انطلقت رسميا في 7 مارس الماضي في صنعاء وحملت اسم "YOU" كعلامة تجارية جديدة بعد استحواذها على أسهم وأصول (MTN) التي غادرت اليمن بسبب جبايات الحوثيين .
وبعد انطلاق شركة "YOU" بخدمة الجيل الرابع بنظام (جي.إس.إم) دون الحصول على تراخيص رسمية من الحكومة اليمنية اتهم ناشطون يمنيون الشركة بالتبعية لمليشيات الحوثي التي سيطرت بالفعل على كافة شركات الاتصالات الخاصة والحكومية بصنعاء .
كما ارتفعت المطالبات الشعبية بشكل غير مسبوق مؤخرا لتحرير قطاع الاتصالات من هيمنة الحوثيين عقب سلسلة اغتيالات طالت كبار القادة العسكرين والأمنيين الموالين للحكومة اليمنية إثر تجسس الانقلابيين على هواتفهم وتتبع مسار تحركاتهم قبل تصفيتهم .