كشفت دراسة حديثة للمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب أن جماعة الإخوان تستخدم الشبكات والواجهات الاقتصادية والمالية وتتغلغل داخل المجالس والمراكز الاسلامية في أوروبا في تنفيذ عملياتها التي تهدف إلى نشر أيديولوجيتها المتطرفة ودعت الدراسة المجتمع الدولي لتحييد تلك الشبكات ووقفها .
وتعتمد استراتيجية جماعة الإخوان في الانتشار بأوروبا على التوغل من خلال مؤسسات خيرية ومنظمات اجتماعية ومدنية واقتصادية تعمل بطريقة لا مركزية وليست تحت هيكل تنظيمي موحد أو ثابت أو إطار سياسي وتنظيمي موحد وهي تنكر دائماً تبعيتها للتنظيم وترفض الاعتراف بأيّ ملكية لها إلا أنّ تواجد قيادات معروفة بإخوانيتها قد يشير بشكل ما إلى هذه العلاقة .
من هذه المؤسسات مؤسسة "الإغاثة الإسلامية" التي تتخذ من لندن مركزاً رئيسياً لها وقد أُنشئت عام 1984 من طرف قيادات إخوانية على رأسهم "إبراهيم الزيات وهاني البنا ورجل الأعمال المصري الأصل البريطاني الجنسية عمر الألفي وهي تقوم بنشاطها المعلن تحت بند أنشطة العمل الاجتماعي .
ويعيش اقتصاد وشبكة الجماعة في أوروبا في أزمات متلاحقة أولها الملاحقات والحصار الذي تفرضه بعض الدول الآن على الشعارات والمؤسسات الإخوانية ومنها على سبيل المثال النمسا وألمانيا ، كما يعيش أزمات تتعلق بالانقسام الحاصل بين القيادات التي تريد كل منها السيطرة على مصادر التمويل وحصار الجماعة في بلاد المهد في مصر وتونس وغيرها من الأقطار .
ورغم ما سبق فالجماعة حريصة على استمرار منابع التمويل بأوروبا لتعويض ما تفقده بالداخل العربي بعد تضييق الخناق عربياً وخليجياً عليها .
وما تزال أوروبا متسامحة مع أنشطة مريبة للجماعة تحت عناوين مراكز ثقافية ودعوية وفي حقيقتها تنشط داخل شبكة ممتدة ومعقدة كاقتصاد موازٍ يمارس كل الأنشطة غير المشروعة لذا فالمستقبل الاقتصادي للجماعة لا مناص منه لأنه حياة أو موت بالنسبة إليها .
من هنا أنشأ الإخوان الآن كيانات جديدة واستبدلوا الجيل الأول من الرواد الذين أنشؤوا الشبكات الإخوانية ببطء بجيل ثانٍ من النشطاء المولودين في الغرب الذين سيضيفون حتماً وجهات نظرهم في توجيه هذه المنظمات من أجل أن يكونوا مجرد قوة تمويلية سرية للجماعة .