يحيي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم الذكرى الخامسة لمحاولة الإنقلاب الدامية التى سمحت له بتعزيز سلطته عبر قمع لا ينتهي وتوتر مع الدول الغربية .
ويرى المحللون ان الإنقلاب الفاشل أدى قبل كل شيء إلى تسريع الاتجاه الاستبدادي للرئيس الذي عزز سلطاته بشكل كبير عام 2017 من خلال استبدال النظام البرلماني بنظام رئاسي قوي .
واتهم إردوغان حليفه السابق الداعية فتح الله جولن بالتخطيط للانقلاب كما بدأ حملة قمع بلا هوادة لمؤيديه وامتدت القمع إلى المعارضة المؤيدة للاكراد ووسائل الإعلام الناقدة .
وصور أردوغان وحلفاؤه الانقلاب بأنه من عمل أعداء يتآمرون على تركيا وبعد فشل المحاولة انطلقت حملة اعتقالات في البلاد وطالت أكثر من 160 ألف شخص بين معتقل ومطرود ومقال من رجال شرطة إلى طيارين إلى مدرسين إلى رجال أعمال .
وتتهم منظمات حقوقية أردوغان بأنه اضطهد معارضين له لم تكن لهم أي علاقة بالمحاولة الانقلابية فقد طرد المئات من الأكاديميين من وظائفهم ومنهم أولئك الذين وقعوا على بيان طالبوا فيه الحكومة بوقف عملياتها العسكرية في المناطق الكردية من البلاد .
وبعد خمس سنوات على الانقلاب الفاشل ورغم الانتقادات تتواصل حملة القمع ويستمر القبض على من يشتبه بأنهم على صلة بجولن كل أسبوع ويتم حظر حزب الشعوب الديمقراطي الرئيسي الموالي للأكراد والذي سجن العديد من نوابه .
ولم تقتصر حملة القمع على الداخل التركى بل إمتدت الى الخارج حيث نفذت الاستخبارات التركية العديد من العمليات في بلدان آسيا الوسطى وإفريقيا والبلقان لإعادة مؤيدين مزعومين لجولن بالقوة إلى تركيا وكان آخرهم مدرس تركى يعيش في قرغيزستان هو أورهان إيناندي الذي اختفى قبل أسابيع قليلة والذي تقول السلطات التركية إنه من أحد كوادر حركة جولن .
وفي الذكرى الخامسة للمسرحية الانقلابية وجه علي باباجان رئيس حزب الديمقراطية والتقدم المعارض بتركيا هجوما لاذعا للرئيس رجب طيب أردوغان وقال إن أردوغان "استغل مقاومة الآلاف ضد الانقلاب منتصف يوليو 2016 لتحويل نظام الحكم في تركيا إلى نظام غريب مشوه".
وأضاف باباجان أن "ليلة الانقلاب كانت ليلة ديمقراطية لا يمكن نسيانها وكان من الممكن تحويلها إلى فرصة حقيقية لحكم قانون ديمقراطي قوي".
في سياق آخر اتهم باباجان الحكومة التركية بجعل البلاد وحيدة ومعزولة على الساحة الدولية وأنها تسببت في هيمنة أيديولوجية ضيقة على مجال السياسة الخارجية بالكامل .
يذكر أن المعارضة التركية تتهم أردوغان بتدبير انقلاب 2016 لكي يحصل على ذريعة لسن النظام الرئاسي الحالي الذي يصفه باباجان بالغريب المشوه .