دفع تيار الإخوان المسلمين لتنصيب الأندونيسي حبيب سالم السقاف الجفرى كرئيس لما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين خلفا للرئيس السابق المغربي أحمد الريسوني الذي غادر الاتحاد بعد تقديم استقالته .
والإطاحة بالريسوني من رئاسة "اتحاد القرضاوي" جاءت على خلفية تصريحات مستفزة له أغضبت الجزائريين والموريتانيين وأحدثت غضبا واسعا في البلدين بعدما اعتبر أن "استقلال موريتانيا عن المغرب خطأ" ودعا لـ"الجهاد ضد الجزائر" و"الزحف نحو ولاية تندوف الجزائرية الحدودية وضمها للتراب المغربي".
ويأتي إختيار الإخوان للأندونيسي سقاف الجفري في مساعي حثيثة من أجل التغلغل في أندونيسيا دول شرق آسيا كمرحلة للتوسع لهم بعد مخاوف التضييق عليهم في الدولة العربية وتركيا وذلك في خطوة لإيجاد منفذ لنشر ايديولوجية التنظيم وفكره .
وتعالت دعاوى تحذر من خطر تغلغل إخوان اتحاد علماء المسلمين في دول شرق آسيا والخطر الذي يمثله التنظيم وتمثله قيادته بحسب عدد من المراقبين الذين يؤكدون أن الدور الذي يمثله هذا الإخوان في الاتحاد أخطر بكثير من الدور السياسي للتنظيم في أي بلد فخطر التنظيم دائما في أفكاره وفتاواه سم لا يتوقف أثره في جسد الأمة .
كما حذر مراقبون للبيت الداخلي لاتحاد علماء المسلمين من مغبة ترك الفرصة للتنظيم لنشر خطاباته وأفكاره التي يصفوها هؤلاء بالمتطرفة وخطر انتقالها الى الأجيال اللاحقة ، مبرزين بأن تأثر أيديولوجية وفكر الاتحاد على الأوطان وعلى الدين نفسه أخطر من أي تحرك سياسي للتنظيم .
وفي دراسة لمركز تريندز للبحوث حذر من تغلغل جماعة الإخوان الإرهابية في إندونيسيا وتحركاتها لتوسيع دائرة نفوذها بعد أن لفظها الشرق الأوسط، خاصة أن تجربة الجماعة في إندونيسيا لا تختلف كثيرا عن تجربتها في الشرق الأوسط وأوضحت الدراسة أن الجماعة لم تستطع أن تحافظ على دورها الدعوي والديني كحركة انطلقت في تأسيسها من كونها إصلاحية كما تروج لنفسها ولم تنجح في أن تتحول إلى حزب سياسي حقيقي يمارس العمل السياسي دون إشكالية التداخل بينه وبين الجانب الدعوي أو الديني .
وقالت الدراسة أن جماعة الإخوان تمكنت من النجاح في التسلل إلى الداخل الإندونيسي وضم العديد من الإندونيسيين إليها وتوظيفهم في خدمة أجندتها ، مشيرة إلى تركيز إستراتيجية الإخوان على العنصر الطلابي في الجامعات والمدارس التعليمية في إندونيسيا كما فعلت في مصر على حد سواء .
من جانبه أكد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات أن جماعة الإخوان تواجه أزمة احتضار ومواجهة أمنية من العيار الثقيل تجعلها تفقد أهم ملاذاتها الآمنة في أوروبا وسط الإجراءات المشددة التي تتخذها حكومات القارة لتقييد أنشطتها ومصادر تمويلها ومراقبة أعضاءها البارزين ، مشيرا إلى أنها تبحث في الوقت الراهن عن مأوى بديل لاستثماراتها وأنشطتها بعيداً عن المواجهة الأوروبية الحاسمة وتتجه نحو غرب إفريقيا وماليزيا ودول شرق آسيا كملاذات بديلة أكثر أمناً واستقراراً .
ويعد الجفري "68 عاما" من مواليد إندونيسيا من أبرز المتشبثين بفكر الاخوان في شرق آسيا والداعين لتمدد التنظيم في هذه المنطقة وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية وتولى منصب وزير الشؤون الاجتماعية في بلاده ، كما عمل محاضرا في الدراسات العليا بجامعة "شريف هداية الله" الإسلامية الحكومية في جاكرتا ومحاضرا في كلية الشريعة بمعهد العلوم الإسلامية والعربية في جاكرتا التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية السعودية .
كما عمل الجفري أيضا مديرا للمركز الاستشاري للشريعة بجاكرتا ورئيسا للهيئة الاستشارية لبيت المال "معاملات" وعضوا في الهيئة الشرعية للتأمين الإسلامي "تكافل" وعضوا في الهيئة الشرعية للبنك الوطني بجاكرتا .