قالت صحيفة "ذا ناشيونال" إن الخشب أصبح الوقود المفضل وسط ارتفاع الأسعار وصعوبات الحرب لدى اليمنيين في المدن التي تقع نحت حصار ميليشيات الحوثي .
وأضافت الصحيفة في تقريرها إن صوت منشار كهربائي يقطع المناظر الطبيعية الجبلية الخصبة في جنوب اليمن حيث تركت سنوات من الصراع وارتفاع الأسعار الناس في أمسّ الحاجة إلى الوقود والدخل .
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب المستمرة منذ ما يقرب من تسع سنوات بين القوات الحكومية والحوثيين المدعومين من إيران دمرت اليمن التي تُعَدّ أفقر دولة في شِبه الجزيرة العربية ، وأوضحت أنه في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عام، زاد الارتفاع في أسعار الغذاء والوقود العالمية من المعاناة .
وأردفت الصحيفة أن ما يقدر بنحو 21.6 مليون شخص أي ثلثَي سكان اليمن سيحتاج إلى المساعدة الإنسانية وخدمات الحماية في عام 2023، وفقًا للأمم المتحدة ، وعن استخدام الخشب قالت الصحيفة : "وفي مخبز تعز يتم تقطيع جذوع الأشجار وفروعها إلى قطع وتكويمها في أفران الخبز ويتصاعد الدخان عندما تشتعل النيران بينما يجرف الموظفون الأرغفة بوتيرة محمومة" .
ونقلت الصحيفة عن صاحب مخبز تضرره من زيادة لا تصدق في تكاليف الغاز وقوله إنه استخدم الخشب كبديل أرخص ولتجنب مضاعفة معاناة الناس من خلال رفع أسعار الخبز وأضاف : "نستخدم الخشب لمنح الناس ما يحتاجون إليه"، وحث السلطات على التدخل لوقف التضخم .
وبلغت تكاليف الوقود في الأجزاء التي تسيطر عليها الحكومة من اليمن ذروتها في أوائل العام الماضي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا ثم ارتفعت مرة أخرى في منتصف العام قبل أن تنخفض بشكل مطرد ولكنها لا تزال مرتفعة .
ويرى خبراء البيئة بحسب الصحيفة إن أكثر من ستة ملايين شجرة قطعت منذ بداية الحرب اليمنية بما في ذلك المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء حيث غالبًا ما يستخدم الخشب في المطاعم والمخابز ، وعن عواقب قطع الأشجار أشار الخبراء إلى أن قطع الأشجار خاصة في تعز يتم على مستوى الأرض مما يؤثر على المياه الجوفية والأنظمة الزراعية والتنوع البيولوجي ويسهم في تآكل التربة .
ودعا الخبراء إلى منع قطع الأشجار "الفوضوي" وتدريب هواة قطع الأشجار على كيفية تجنب الأضرار الجسيمة التي تلحق البيئة ، محذرين من أن "كارثة طبيعية ستحلّ بالبلاد" إذا لم يتم اتخاذ خطوات جادّة لوقف هذه التصرفات غير المدروسة .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق