منذ نحو ٦٠ عاما وتنظيم الإخوان الإرهابي يكثف من عمليات نشر أذرعه في إيطاليا بأهداف واضحة أبرزها ممارسة نفوذ على الجالية الإسلامية في هذا البلد الغربي .
ويعد اتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية بإيطاليا المنظمة العامة المظلية لبيئة الإخوان الإرهابية في إيطاليا التى تتخذ من روما مقرا لها وتسيطر على شبكة واسعة من المساجد والمراكز الإسلامية ، كما تسعى باستمرار لتقديم نفسها على أنها الممثل الرئيسي للإسلام في الأراضي الإيطالية .
وهناك أيضا الرابطة الإسلامية في ميلانو والتى تشارك اتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية إدارة شبكة الإخوان في الأراضي الإيطالية وتلعب دورا كبيرا في التنسيق بين أعضاء الشبكة وفق تقرير لمركز توثيق الإسلام السياسي في النمسا صدر مؤخرا .
ضمن تلك الشبكة أيضاً جمعية المسلمين في إيطاليا كما توجد الجمعية الدينية الإسلامية التي نشأت في البداية كمركز دراسات ثم تحولت إلى جمعية دينية إسلامية بهدف الحصول على اعتراف رسمي من الحكومة الإيطالية .
ووفق تقرير حديث لمركز "توثيق الإسلام السياسي" كانت ردود السلطات الإيطالية على محاولات المنظمة الإخوانية سواء على المستوى المحلي أو المركزي مختلطة حيث شككت العديد من الأصوات الرسمية في مزاعم المنظمة بتمثيلها للمسلمين وطبيعتها الحقيقية .
وعادة ما تلجأ المنظمات والأفراد المقربون من بيئة الإخوان إلى القضاء لتحدي اتهامات موجهة لهم بالتطرف والارتباط بالتنظيم الدولي للإخوان ، ففي عام 2019 رفضت محكمة إيطالية دعوى رفعتها ابنة أحد مؤسسي اتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية والتي عملت سابقًا كرئيس قسم الشباب في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا ضد نقاد اتهموها وزوجها بالارتباط بالتنظيم الدولي للإخوان .
ويرى مراقبون إن هناك شكوك كبيرة تسيطر على دوائر صنع القرار الإيطالية تجاه اتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية مما يقيد حركتها ويمنعها من اختراق السياسة والمؤسسات الحكومية .
وتعول الجماعة في إيطاليا على شبكة المهاجرين واللاجئين الجدد لزيادة الأنشطة وأوضحت دراسة صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات تمكن جماعة الإخوان المسلمين من الانتشار والتوسع بشكل كبير وتزايدت أعداد المنتمين إليها داخل المجتمعات الأوروبية منذ النصف الثاني من القرن العشرين .
وقد شكلت الجماعة الإرهابية ما يسمى بـ"الكيانات الموازية" التي تسعى لتكون بديلا للدولة والمجتمع وذلك بهدف الضغط على صانع القرار الأوروبي لتحقيق مطالب الجماعة.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق