الغزو الإلكترونى ورقة أردوغان لإثارة الفوضى بليبيا.. آلاف الحسابات التركية تنشر معلومات مضللة عبر تويتر حول الأوضاع بالبلاد.. وسائل إعلام ليبية تمولها أنقرة تشارك فى المخطط.. وقيادات إخوانية تروج للأكاذيب
تتعرض ليبيا لغزو واحتلال تركى على كافة الأصعدة سواء عسكريا أو سياسيا أو إعلاميا، وذلك فى محاولة للنظام التركى الحاكم ترسيخ تواجده فى ليبيا طمعا فى ثروات البلاد النفطية، فضلا عن محاولة أردوغان إيجاد موطىء قدم لأنقرة فى المتوسط بتفعيل الاتفاق غير القانونى الموقع بين تركيا وحكومة السراج، وتحتضن تركيا عددا كبيرا من الإعلامين الليبيين غالبيتهم ينتمون لجماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة "تنظيم القاعدة" والذين يعملون على تبرير التدخل العسكرى التركى بل ودعم خطط أنقرة فى الأراضى الليبية وخدمة أجندتها الإقتصادية والعسكرية داخل ليبيا.
وتبث من تركيا عددا من القنوات الليبية التى تديرها شخصية إخوانية مقربة من تركيا وقطر تتنوع ما بين قنوات يتركز على الشق السياسي والعسكري وآخر على الدينى لنشر الأفكار الدينية المتشددة ومن أبرز القنوات "ليبيا لكل الأحرار"، ليبيا بانوراما التى تبث من قطر وتتلقى تمويلا من الدوحة وأنقرة، قناة فبراير الممولة من الإرهابى عبد الحكيم بلحاج.
وأطلقت قناة ليبيا الأحرار بثها في مارس 2011 من الدوحة بتمويل من شركة الريان القطرية، قبل أن تنتقل عام 2017 إلى العمل من إسطنبول، ويديرها المتطرف علي الصلابي المصنف في قوائم الإرهاب في دول عربية، إلى جانب سليمان دوغة عضو جماعة الإخوان الليبية.
فيما تأتى قناة التناصح التى تبث من تركيا ويديرها سهيل الغريانى نجل المفتى المعزول فى ليبيا الصادق الغرياني، وتوصف في ليبيا بأنها أحد أهم القنوات الداعمة للجماعات الإرهابية والميليشيات المسلّحة، حيث اعتمدت خطا تحريضيا ضد القوات المسلحة الليبية.
ومنذ توقيع رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق فائز السراج لاتفاقات مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ظهر آلاف الحسابات التركية على موقع التدوينات المصغرة "تويتر" والتى تروج للتدخل العسكرى التركى فى ليبيا وتنشر معلومات مضللة حول المشهد الحالى فى البلاد.
وخلال متابعة دقيقة لما تنشره الحسابات التركية عبر "تويتر" خلال الأسابيع الماضية يتضح أنها تدار من جهات بعينها نظرا لطبيعة المعلومات التى يتم تداولها عبر تلك الحسابات، فضلا عن أنها جميعا تبرر التدخل العسكرى التركى بل وتدعمه فى ليبيا، ومحاولة دغدغة مشاعر الليبيين باللعب على تفعيل مطالب الثوار الليبيين فى فبراير 2011.
وتم رصد عددا من الحسابات التركية عبر تويتر والتى تحرص على نشر معلومات تخدم وجهة النظر التركية فى ليبيا وبل وتدعم بشكل كبير الرؤى والأفكار التى يطرحها أردوغان حول ليبيا، بالإضافة لدعم أى وجهة نظر تتبناها تركية لآلية الحل السياسى للأزمة الليبية.
وتركز بعض الحسابات التى أنشأتها تركيا مؤخرا على تمجيد التاريخ العثمانى فى ليبيا ومحاولة تجميل صورة العثمانيين خلال احتلالهم للأراضى الليبية منذ القرن السادس عشر وحتى تسليم تركيا لليبيا إلى الاحتلال الإيطالى بناء على صفقة بين البلدين.
وتحرص وسائل الإعلام الليبية التى تبث من إسطنبول على استنباط كافة الأفكار والمعلومات من الحسابات التركية التى تنشر معلومات مضللة عن ليبيا وحول التطورات العسكرية والسياسية، وهو ما يكشف طبيعة الدائرة المغلقة التى تتعامل بها المخابرات التركية التى تمرر المعلومات المراد طرحها عبر وسائل الاعلام التى تمولها فى ليبيا لخدمة أجندتها.
وتتبنى عدد من الشخصيات الليبية التى تنتمى لجماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة العديد من التدوينات التى تنشرها الحسابات التركية التى تم تدشينها خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو ما يؤكد وجود نية تركية حقيقة لدخول المشهد الإعلامى الليبى بكل قوة سواء عبر القنوات المرئية أو المواقع الإلكترونية أو مواقع التواصل الاجتماعى، وهو ما يحتاج إلى يقظة من المؤسسات الليبية فى المنطقة الشرقية لمجابهة المخطط التركى الذى يستهدف الشعب الليبى بحرب نفسية وإعلامية عبر المعلومات المغلوطة المتداولة عبر المنصات الممولة من أنقرة.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق