يتفق سياسيون وخبراء في النزاعات ومحللون على أن الموقف السياسي للحوثيين فى اليمن خلال فترة التسوية وعقب إيقاف الحرب ليس بحد ذاته عقبة في طريق إنهاء النزاع وعودة الاستقرار بل إن ترسانة الأسلحة التي استولوا عليها من مخازن الجيش بخاصة الصواريخ بعيدة المدى والدبابات الحديثة .
وقالوا أن ما تلا ذلك من حصول الحوثيين على تقنية الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية هو التحدي الذي يواجه التسوية التي رسمت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مسارها والقائمة على اتفاق شامل لوقف القتال تحت إشراف مراقبين محليين ودوليين .
ويرى محللون أنه من الصعب الحديث عن إمكانية نجاح أي تسوية في ظل احتفاظ الحوثيين بأسلحتهم ، مشيرين إلى أن هذا السلاح يشكل تحدياً لأي حكومة يمكن تشكيلها ، كما أن الجناح السياسي للحوثيين أسير للجناح العسكري استناداً إلى التركيبة التنظيمية للجماعة التي لا تسمح للجناح السياسي باتخاذ أي موقف بمعزل عنها حيث يرأس عبد الملك الحوثي هيكلاً عنقودياً للجناح العسكري والمخابراتي ويتحكم بالقرار مع مجموعة محدودة من المقربين وخبراء من ميليشيا حزب الله اللبناني .
وأشارت التحليلات إلى ضرورة أن تشمل خطة السلام الأممية الجوانب السياسية والعسكرية والتي تنص على تسليم الأسلحة الثقيلة إلى لجنة عسكرية تشرف عليها الأمم المتحدة ويتم تجميع هذه الأسلحة في منطقة معينة وإن تفاصيل عملية السلام هي الأهم بما هو مفروض أن تتضمنه بشكل جلي وواضح من إجراءات تؤدي إلى نزع كل عوامل التوتر ومنها قضية السلاح الذي يجب حصر امتلاكه للدولة بالشكل الذي تفضي إليه عملية السلام .
وفى سياق متصل كشفت تقارير إعلامية يمنية أن هناك خطوة كبيرة خطاها الجنوب نحو بسط الاستقرار على أراضيه ضمن الجهود المبذولة لإزاحة خطر الإرهاب من كل أراضيه فبعد أيام من إطلاق عملية سهام الشرق لتحرير محافظة أبين من الإرهاب أطلقت المسلحة الجنوبية عملية أخرى تحت عنوان سهام الجنوب وذلك لتحرير محافظة شبوة من الإرهاب .
وذكرت التقارير أن الهدف الرئيسي يتمثل في بسط سيطرة القوات المسلحة الجنوبية على كامل حدود محافظة شبوة وأضافت أن القوات الجنوبية المشاركة في العملية تضع بأولوياتها مطاردة الجماعات الإرهابية ودك أوكار العناصر الإرهابية في عموم أنحاء المحافظة وتمكنت القوات الجنوبية من السيطرة على معسكر طفة التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي في منطقة المصينعة بمحافظة شبوة .
الحوثيين لا يفكرون في مصلحة الشعب اليمني وبالتالي هم مجرد أداة تستخدمها إيران لتنفيذ المخططات الإرهابية في المنطقة ومحاولة السيطرة على اليمن وتحديدا الجنوب اليمني للسيطرة على الثروات وممتلكات الشعب اليمني ، إلا أن التطورات العسكرية في الجنوب تعطي الكثير من الآمال لأنْ تشهد المرحلة المقبلة نقلة نوعية تعزز آمال الاستقرار في الجنوب وذلك بعدما عاثت قوة الإرهاب على الأرض في تهديد أمن الجنوب وبعدما بات الجنوب يتبع تكتيكا إستراتيجيا يقوم على اتخاذ إجراءات عملية وفعلية تساهم في تحقيق الاستقرار .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق