اجتاح غضب عارم رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار مقطع فيديو لرجل تركي يركل مسنة سورية بقدمه في وجهها بمدينة غازي جنوب تركيا .
وصدم الفيديو قلوب الجميع حيث كانت السيدة السورية ليلى محمد البالغة من العمر 70 عاما تجلس على كرسي في الشارع فإذ بها تواجه ركلة قوية في وجهها من الرجل التركي وعلى إثرها دخلت السيدة في نوبة بكاء جسدت أقصى درجات البعد عن مبادئ الدين والرحمة والإنسانية .
وتهافت رواد مواقع التواصل الاجتماعي على إدانة هذه الواقعة المؤسفة والتي وصفوها بأنها لن تنسى بسهولة من هول أثرها في قلب وعقل الإنسان ، واصفين الرجل التركي بأنه ليس بشريا حتى يأتي مثل ذلك الفعل الشنيع .
ودفعت الحملة الإلكترونية السلطات التركية إلى إعادة اعتقال المعتدي بعد الإفراج عنه رغم تقديم السيدة السورية شكوى بحقه بما يؤكد أن هذا العمل الوحشي مرتبط بغياب دور الحكومة عن محاسبة العنصريين .
ويرى مراقبون أن حادثة المسنة السورية تبرز مشهد آخر من مشاهد الاعتداءات العنصرية التي بات يتعرض لها السوريون في تركيا في ظل حملات التحريض التي يتبعها مسؤولون حكوميون وآخرون من الأحزاب المعارضة حيث أصبح موضوع المهاجرين وسيلة لاستمالة الناخبين عبر تهديدهم وتحميلهم مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي يعيشها الأتراك .
وخلال الأشهر القليلة الماضية تصاعدت مشاعر العداء ضد اللاجئين السوريين في تركيا مع قيام عدد من السياسيين وقادة أحزاب المعارضة بحملات لفرض قيود أكثر صرامة عليهم .
ووفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تستضيف تركيا نحو 3.6 مليون لاجئ سوري مسجلين و320 ألفا من جنسيات أخرى إلا أن الفترة الأخيرة شهدت عددا من الحوادث التي وصفت بالعنصرية ضد السوريين وسط ارتفاع نسب البطالة في البلاد وتردي الأوضاع الاقتصادية وفقا لما أفادت به تقارير عالمية .