منذ بدء تطبيق اتفاق العلا وحتى اللحظة تواصل الدول العربية والخليجية التعامل بحسن نية مع قطر التى لا تعطي لذلك بالاً بل تواصل دعم الارهاب واستعمال السياسة العدوانية على ذات الدول الموقعة على الاتفاق .
ويقول مراقبون إن نظام الدوحة لم يعد ينظر إلى محيطه الخليجي إلا كأعداء وعندما تبادر أي دولة خليجية نحو الدوحة بحسن نية لتعزيز العلاقات والتعاون لا يمكن لنظام تميم تفسير ذلك إلا أنه تهديد لأمنه واستقراره فيعمد على استقدام المزيد من القوى الخارجية ويتآمر على جيرانه العرب .
ولم يكتف النظام القطرى بإستعداء الأشقاء والإستقواء عليهم بأطراف أجنبية بل عمد الى شراء ذمم الصحفيين ووسائل الإعلام الغربية لتكون أبواقا لأكاذيبه ولبس الحق بالباطل .
ولعل أبرز دعم قدمته قطر لوسائل الإعلام كان دعما غير مباشر يأتي عبر تمويل مراكز الأبحاث العالمية وفي مقدمتها مركز بروكينجز ومقره واشنطن ويعمل في هذا المركز العديد من كتاب الرأي في الصحف العالمية الذين بدورهم ينقلون بشكل غير معلن التوجهات القطرية عبر مقالات وتقارير تنشرها كبريات الصحف .
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد تحدثت سابقا عن علاقة قطر بالصحفيين والباحثيين من خلال مقال لها جاء فيه أن الباحثين الذين يعملون في مركز بروكينجز كشفوا عن وجود اتفاقات ضمنية تقضى بألا يكون هناك انتقاد للحكومة القطرية المانحة في التقارير التي يصدرها المركز .
وأكدت الصحيفة أن المسؤولين في مركز بروكينجز اعترفوا بعقد لقاءات دورية مع مسؤولين في الحكومة القطرية لمناقشة أنشطة وتمويل المركز ، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم عضو في المجلس الاستشاري للمركز .
إلى ذلك كشفت صحيفة الاندبندنت عن علاقة الجزيرة مع بلومبرج في أهم علاقة رسمية ومفتوحة من هذا النوع على الإطلاق ورغم كون هذه الشراكة وفرت للجزيرة في البداية فرصة لتقديم محتوى بلومبرج نيوز إلى الجماهير على المستويات المحلية إلا أنها توسعت منذ ذلك الحين مع فتح قناة الجزيرة مكاتب جديدة في نيويورك حيث أطلقت (AJ Impact) وهي خدمة إخبارية معمقة تتناول قضايا اقتصادية عالمية .
وفي أكتوبر 2018 أدار أحد كبار محرري بلومبرج اجتماعا على غداء عمل مع متحدث باسم قناة الجزيرة في نادي الصحافة الوطني بشأن احتمال تصنيف الجزيرة عميلا أجنبيا في أمريكا .
وبحسب الاندبندنت أيضا فإن قطر تعمل مع شركاء مثل موقع المونيتور الذي يملكه ملياردير أمريكي سوري للسيطرة على المنابر المحافظة أو غيرها من المنابر التي يمكن أن تخدم هدفها بشكل غير مباشر من خلال الوصول إلى جمهور أوسع ومن الأمثلة على ذلك شراء موقع RealClearPolitics من فوربز من قِبل شركة المونتيور الأم Monitor Crest Media .
كذلك كشفت تقارير إعلامية أن الحكومة القطرية باتت تملك ما يزيد 20% من أسهم صحيفة جارديان البريطانية لتصبح الآن خاضعة لملكيتها الخاصة .
وكانت صحف بريطانية نشرت تقارير عن سيطرة قطر على بريطانيا فعنونت صحيفة دايلي ميلي في تقرير سابق "كيف اشترت قطر بريطانيا" أما صحيفة ذا تليجراف فعنونت "قطر تملك أملاكا في بريطانيا أكثر من الملكة".
تدخل قطر بالإعلام واعتماده كسلاح موجه ضد الأمة العربية لم يعد خافيا على أحد وإن غاب عن الذهن تبعية الوسيلة الإعلامية أو توجهات الكاتب الصحفي فابحث عن قطر تجدها أول الداعمين .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق